ليس هناك مانع، فقد ثبت عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعتمرون في الشهر أكثر من مرة، وقد ذكر هذا ابن القيم في كتابه زاد المعاد، ولكن بشرط أن ينشئ لكل عمرة سفراً مستقلاً.
أما أن يكون في مكة، ثم يأتي بعمرة، وبعد ذلك يخرج من الحرم ويذهب فيحرم من التنعيم ويجيء، هذا كرهه أهل العلم، وقالوا: لا دليل عليه، ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة، وإنما أجازه صلى الله عليه وسلم لـ عائشة فقط تطييباً لخاطرها؛ لأنها دخلت وبعد ذلك حاضت، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تدخل عمرتها في الحج، فشعرت هي بنقص؛ لأن صاحباتها أخذن عمرة مستقلة؛ لأنهم كانوا متمتعين، وهي أخذت عمرة قارنة في الحج، فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يأخذها، وأن تحرم من التنعيم، من مسجد عائشة الآن تطييباً لخاطرها، فمن كان له ظرف مثل ظرف عائشة فربما جاز له ذلك.
بعضهم يعتمر في اليوم أربع عمرات، قال: هذه عمرة، يقول: إن ذهابه من بيت الله إلى مكان التنعيم ورجوعه، ليست كأجر مَن لو طاف بالبيت وجلس يتعبد في المسجد، أما إذا جئت إلى أبها، وقد أخذت عمرة قبل خمسة عشر يوماً، وعندك غرض ثانٍ إلى مكة، وذهبت وأتيت بعمرة، فلا شيء في ذلك، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين:(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) ولحديث في السنن: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان عن المرء الفقر والذنوب كما تنفي النار خبث الحديد) والمتابعة تقتضي التكرار.