قال تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور:٣٠] إن تمردك على أمر الله في بصرك في النظر إلى ما حرم الله ومتابعة محارم المسلمين، والتلصص على حرمات الله، هذا تمردٌ على حكم الله، فأنت لم تحكم بما أنزل الله في عينك.
يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحباً بسرورٍ عاد بالخطرِ
كل الحوادث مبداها من النظرِ ومعظم النار من مستصغر الشررِ
إن كثيراً من الناس لا يقدرون لهذا الأمر أهميته، فأمر غض البصر مهم، ولذا نص الله عليه في القرآن، وخاطب المؤمنين على حدة، وخاطب المؤمنات على حدة، فقال في المؤمنين:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور:٣٠] وكأن قائلاً يقول: لِمَ يا رب؟! أريد أن أمتع بصري، أريد أن أتمتع بالنظر إلى الجمال الذي أوجدته في النساء -الجنس الآخر- لماذا يا رب! توجد الجمال ثم تقول: أغض بصري؟!! فالله عز وجل يعلمك مصلحتك، وما هو الأفضل لك، قال عز وجل:{ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}[النور:٣٠] أزكى لك وأفضل وأرفع، وأجل وأعف وأنظف أن تغض بصرك؛ لأنك إذا نجست عينك بالنظر إلى محارم الله أغضبت الله عز وجل فإنه يراك حين تنظر إلى حرماته.
قيل للحسن البصري:[بِمَ نستعين على غض البصر؟ قال: بعلمك بأن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى المنظور إليه] أنت تنظر والله ينظر، أنت تجترئ على حرمات الله وتمتع نظرك بالتلذذ بمحاسن امرأة لا تحل لك، والله ينظر إليك ويغضب عليك ويسخط عليك، ويمقتك من فوق سبع سماوات، يمقتك لأنك عبدٌ شهواني، عبدٌ هابط، عبدٌ شيطاني، تريد معصية الله، تريد التمرد على أمر الله بعينك، رغم أن العين ليست منك، ما ركبتها في رأسك، ولا ركبتها أمك لك، ولا اشتريتها من السوق، ولا من المستشفى.