الأخوة في الله رابطة من أعظم الروابط الإيمانية، أن تحب في الله وتبغض في الله، ولكن الإنسان من طبيعته النقص والنسيان والغفلة فلا يوجد أحد كامل، ولذلك قد يصدر من بعض إخوانك فعلٌ يؤذيك، فعليك ألا تقابل هذا الفعل بشر، وإنما عليك أن تقابله بتحمل، وباحتمالٍ طيب، وأن تحمله محملاً حسناً، وأن تغض الطرف عنه، لأنك إذا أخذت إخوانك على هذا المنوال، فكلما أخطأ عليك أخطأت عليه، وكلما أخطأ عليك غضبت عليه وقاطعته، لن تجد في يوم من الأيام معك أحداً، ستبقى وحيداً في الحياة لا تجد من يخاللك؛ لأن الناس كلهم فيهم نقص، ولكن اصبر والله عز وجل يأمر بهذا ويقول:{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصلت:٣٤ - ٣٥].
فطوبى لمن ألجم نفسه بلجام الحلم، وكبح جماحها، وصبر على الإخوان، وحرص على دفع شرورهم وأذاهم عن طريق الصبر والرحمة والسلوك الجميل، وبهذا يحقق له كثرة من الإخوان، ويحقق له محبة في قلوب الناس أجمعين.