من الأخطاء عند بعض النساء: أنهن يضعن بقية الطعام في القمامة، وبعضهن تضعه حتى مع حفاظات الأولاد؟
الجواب
هذه معضلة اجتماعية ومشكلة خطيرة تنذر بغضب الله وسخطه؛ لأن الله عز وجل غيور على هذه النعم، ونحن وإن كنا في نعمة لا نشعر بها، لكن غيرنا يتمنى أن يعيش على ما في القمائم التي نضعها في الزبالات، وما من بيت يوضع فيه طعام من بيوتنا إلا وما يُترك بعد الأكل أكثر مما أكل، يكسر القرص ويأخذ منه نصفه والباقي يترك، وتفتح التفاحة ويأخذ منه شقرة والباقي يترك، واللحم يأخذ جزءاً ويترك مثله، والرز يأكل من الطرف والباقي يترك، والإدام يأكل نصف الصحن ويبقى النصف، والباقي أين يذهب؟ بدل أن يقدم في السفرة القدر المطلوب، لا.
لا بد أن يزيد أي: يشبعون فوق هذا والباقي يرمونه في الزبالة، ولهذا ترون الآن ما من بيت ولا شقة إلا وعنده في كل يوم قمامة، رز ولحم وإدام وعيش، كما يقول أحدهم: ضاع المسلم بين الزنبيل والقمامة، يرفع زنبيلاً وينزل قمامة، أحدهم كانت امرأته تقول له دائماً: هات وهات، قالت: وكان كل يوم يقول لي: وأنتِ هات هات، ما قلت لي في يوم من الأيام: خذ، قالت: خذ القمامة وأنزلها.
أما وضع القمامة ووضع الحفاظات مع النعمة فهذه كارثة، يجب أن توضع الحفاظات في سلة مستقلة وتوضع بعيده عن الطعام؛ لأن هذا إهانة، ولا يوضع في القمامة شيء من الطعام، القرص أو العيش أو الإدام أو الرز يوضع في أوانٍ، ويجعل في الثلاجة، وإذا كان هناك أناس من الفقراء والمساكين يعطى إياه وإذا ما وجد فقراء ومساكين يحمل هذا كله ويخرج إلى البادية أو الصحراء أو إلى مكان بعيد، فيضعه هناك لتأكله الطير، والأفضل من هذا كله أن تكون المرأة ذات عقل وذات تدبير، بحيث إذا جاءت تطبخ طبخت بالقدر الذي يكفي الأسرة فقط، بل يقومون وهم جائعون، لأن أفضل طعام وأبرك طعام هو الطعام الذي ينتهي قبل أن تشبع، ولهذا جاءت السنة بلعق الإناء، ما معنى لعق الإناء؟ أي: أنه لعق الطعام، لكن من منا يلعق الإناء، سوف تنفطر بطنك إذا لعقت الإناء؛ لأن الإناء ممتلئ.