السبب الثاني من أسباب شرح الصدر: كثرة ذكر الله ودوام ذكر الله، فالله يقول:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:٢٨] تطمئن أي تنشرح {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد:٢٩] ذِكرُ الله عز وجل يشرح صدرك، أما ترى نفسك إذا كنت ضائقاً مهتماً، وعندك مشاكل، فإذا قلت: لا إله إلا الله أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، لا حول ولا قوة إلا بالله، تشعر بأنه يوجد مثل الماء البارد ينصب على جوفك، تشعر براحة وطمأنينة فهذا الشرح يأتي من مرة، فكيف لو أنك تداوم على ذكر الله؟ وكيف لو أنك ملازم لذكر الله؟ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[البقرة:١٥٢] فما دام أنك مع الله فكيف يضيق صدرك؟ هل يضيق صدرك وأنت مع من يشرح الصدور؟ هل تضيق أمورك وأنت مع من بيده مقاليد الأمور؟ أبداً والله! ولكن ما الذي يسبب لك ضيق الصدر؟ إنه الغفلة وعدم الذكر، والغناء، وقراءة الصحف والمجلات الرخيصة العارية والقصص والروايات التافهة التي يضيق من جرائها الصدر.
أما ذكر الله وقراءة القرآن وكتب السنة وكتب سلف الأمة؛ هذه تشرح صدرك وبنص القرآن {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:٢٨] ولكن ما هو الذكر?