يقول عز وجل:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ}[الأنعام:٣١] وظهر طبعاً هذا التكذيب في عباداتهم الميتة أو المنعدمة والمفقودة، وفي سلوكهم المنحرف، وأخلاقهم السيئة، وعقائدهم الفاسدة، وحياتهم كلها التي يحكمها الشيطان.
كثير من البشر الآن محكومين بمنهج الشيطان؛ لأنه إما ولي لله أو ولي للشيطان، وقد جاء هذا في القرآن الكريم، يقول عز وجل:{وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً}[النساء:١١٩ - ١٢٠] لا يوجد في الدنيا إلا منهج الله أو منهج الشيطان حزب الله أو حزب الشيطان أولياء الله أو أولياء الشيطان، أين أنت؟ ومع أي حزب؟ المعركة قائمة بين جند الله وجند الشيطان، بين حزب الله وحزب الشيطان، بين أولياء الله وأولياء الشيطان، والحبل ممدود وكل واحد يمسك من طرف، أين أنت ومع من تسحب؟ اسأل نفسك هي مع من؟ إن كانت مع النساء والنظر إليهن وإلى الأفلام والمسلسلات والخلاعات؛ فأنت تسحب مع الشيطان، تجر نفسك بعينك إلى النار، إن كانت أذنك تسمع الأغاني؛ فأنت تسحب نفسك بأذنك إلى النار، ولهذا يوم القيامة يقولون لآذانهم ولأبصارهم ولجلودهم:{لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا}[فصلت:٢١]؟! أي: لماذا فضحتمونا في هذا اليوم الذي نريد فيه النجاح؟ {قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت:٢١] الذي أنطق هذه اللحمة -اللسان- ينطق الجلد لماذا تستغرب أن الله أنطق هذه؟! وقل للسانك: لماذا تكلمت؟ كيف تكلم لسانك، من الذي أنطق لسانك؟ {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد:٨ - ١٠] الذي أنطق هذه اللحمة يجعل تلك اللحمة تنطق يوم القيامة، بل أنطق الله الآن الحديد، ترفع السماعة فتتلكم بها، حديد يتكلم معك! أسلاك من أرض وفي أرض، مسجل يسمع الصوت فيسجله وبعد عشر سنوات تفتحه وإذا به هو، كيف؟ سألت مهندساً قلت: كيف تسجلون هذا الصوت؟ قال: هذه ذبذبات تلتقطها هذه الأجهزة، ثم ترصدها في ذلك الشريط، ثم بعد ذلك تعاد مرة ثانية، قلت: ما هي الذبذبات علمني؟ قال: لا أعلم، الله عز وجل أنطق هذه الآلات.
آية {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت:٥٣] فالذين يصدقون بلقاء الله عز وجل يحكمهم منهج الله.