للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آداب يجب مراعاتها عند موت الإنسان]

أما الآداب التي تراعى إذا تيقن موت الإنسان، يعني: خرجت روحه، وأغمضت عيناه، وشدا لحييه؛ لأن الروح إذا خرجت تبعها البصر، ويهمل اللحى، لا توجد حياة ترفع لحيه وتضمه، وإذا كان ينزل إذا رفعته فلا مانع من أن تربطه ومن علامات الموت: انخفاس الصدغين، وميل الأنف؛ لأن الأنف فيها حياة، فإذا خرجت الروح أصبحت الأنف عوجاء، ومن العلامات: انفلات المفاصل، وبرودة الأطراف، والتفاف الساق {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة:٢٦ - ٣٠] الله أكبر! يا ويل من يقدم على الله ووجهه أسود!! {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة:٣٠] ما عذرك إذا أقبلت على الله وكان عملك سيئاً، هل ستقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:٩٩] وهل تكون لك رجعة؟ من الآن اعمل الصالحات، ولا تترك العمل حتى تطلبه وتتمناه، إنما الذي يطلب العمل بعد الموت مثل طالب يهمل طوال السنة فإذا دخل قاعة الامتحان وأعطوه الأسئلة قال لرئيس اللجنة أو مدير اللجنة: أطلبكم ساعة لأطالع الأسئلة وأعود، فهل يطيعونه ويعطونه فرصة ليأتي بالأسئلة؟ لا.

يقولون: ما معك إلا الذي معك، وكذلك هذا الذي يقول: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون:٩٩ - ١٠٠] قال الله: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:١٠٠].