٢ - معاداة المؤمنين وموالاة الفسقة والملحدين؛ لأن من عادى أولياء الله حاربه الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي -والحديث في صحيح البخاري -: (يقول الله عز وجل: من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) ومن حاربه الله قصمه وأهلكه، فإيذاء المؤمن ولو بأي نوعٍ من الإيذاء، حتى ولو كان في الحمام يتوضأ وتدق عليه بصورة مزعجة فإن هذا يعد من الإيذاء.
شخص يريد أن يتوضأ، فهل دخل الحمام ليجلس؟ أم أن هناك وسادة وفراشاً يقعد عليها؟! لا.
إن الإنسان لا يدخل دورة المياه إلا من أجل أن يقضي حاجته، فإذا انتهت حاجته خرج، لكن بعض الناس قليل أدب، يأتي إلى الحمام وفيه شخص فيقوم ويدق عليه الباب، ويتنحنح ذاك، فيقول له: عجل! اسرع! وهذا إيذاء، ولا يجوز إيذاء المسلم.
ومن إيذاء المسلم أن تدعوه باسم لا يحبه كأن تعيّره، والله يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}[الحجرات:١١] لا تقل: أنت يا أعور، يا أسود، يا ضعيف، يا متين، يا طويل، يا قصير، أنت يا لا.
لا.
فالله قد سمى الناس بأسمائهم، فعليك أن تدعو الشخص باسمه، فلا يجوز إيذاء المسلم بأي شيء من هذا الإيذاء، فإيذاء المؤمنين ومحبة الملحدين والعصاة والفسقة يسبب إحباط الإيمان وخسارته.
وبعض الناس يقوم بتصرفات فيها كبرياء وعجب وخيلاء وبطر، فإذا رأيت هذه النوعيات تحتقرها وتزدريها كما تحتقر البعوضة والذباب، فإذا رأيت هذه النوعيات فلا تحبها، ولا تتخذها مثلاً في الحياة، بل انظر إليهم من علو؛ لأن بعض الناس ينظر إليهم أنهم فوق وهو تحت، وهذا يحتقر ما عظم الله.
فبعض الشباب الذين في تحفيظ القرآن الكريم إذا رأى طلاباً في الثانوية المطورة، ثانوية الفتح وغيرها، وهو في ثانوية القرآن، فإنه يرى نفسه بسيطاً ومُحتقراً، لماذا تحتقر نفسك والله قد أعطاك القرآن؟! يقول عليه الصلاة والسلام:(من أوتي القرآن ثم رأى أن غيره أفضل منه فقد حقر ما عظَّم الله وازدرى ما كرَّم الله) كيف يعطيك ربي كتابه ويجعل القرآن في صدرك، أما تعلم أن من استقر القرآن بين جنبيه فقد استكمل النبوة غير أنه لا يوحى إليه، فهو في منزلة نبي من بني إسرائيل.