الصلاة -يا عباد الله- إذا وجدت في بيت حلَّت فيه البركة والخير، كما جاء في بعض الآثار:[من حافظ على الصلوات المكتوبة أكرمه الله بخمس كرامات: أولاً: يرفع الله عنه ضيق العيش في الدنيا] لم نعرف أحداً حافظ على الصلاة قد ضيق الله عليه بل كلما ضاقت فرجها الله (احفظ الله يحفظك) احفظ دينك يحفظك الله ويغنيك في الدنيا والآخرة.
[ثانياً: يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.
ثالثاً: يمر على الصراط كالبرق الخاطف.
رابعاً: يعطى كتابه بيمينه.
خامساً: يمد له في قبره مد بصره] هذه نتائج الصلاة.
أيها الإخوة: إنه والله ما حفظت نعم الله بأعظم من طاعة الله عز وجل، ولا استجلبت نعم الله بأحسن من طاعة الله، ولا نزل البلاء ولا المصائب ولا العقوبات إلا بأسباب معصية الله عز وجل، ونحن في هذا الزمن -والحمد لله على كل حال- نعيش في نعمة ليس فيها أحد، والذي عاش في الفترة الماضية من قبل (٣٠) أو (٤٠) سنة ثم يقيس ما نحن فيه من النعم على ما كان عليه الناس من قبل يعاني ويخاف ولا يفرح بهذه النعمة، الناس في فرحة وهو في خوف في قلبه منها مثل النار؛ لأنها ليست دائمة، ولا عرفها الآباء والأجداد، ويرى أنها لا تقابل بالطاعات، ولله في الكون سنة جارية لا تتبدل أنه فلا يمكن أن يجمع بين نعمة ومعصية.
(النعمة + معصية =عذاب) لكن (نعمة + طاعة =زيادة) والله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:٧] فنحن نخاف على هذه النعمة التي نحن فيها؛ أمن وأمان، وعافية في الأبدان، وأرزاق تأتي من كل مكان، ولكننا نقابلها بالمعاصي، وما من بيت إلا وفيه معصية، هذه المعصية سواءً كانت مسموعة أو منظورة، أو ترك طاعة أو مخالفة لأمر الله عز وجل، والله يقول في الحديث القدسي:(أنا والإنس والجن في خبر عظيم، أخلقهم ويعبدون غيري، أرزقهم ويشكرون سواي، خيري إليهم نازل وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم ويتبغضون إليَّ بالمعاصي).