للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم استخدام التمائم والذهاب إلى الكهان]

السؤال

هناك امرأة كثيرة الخوف، فكل شيء تخاف منه، ثم سَمِعَت عن امرأة في الأردن تعالج الناس، فأرسَلَتْ إليها تريد منها العلاج، فأرسَلَتْ تلك المرأة إليها حرزاً فيه بعض الآيات والأحاديث والأذان، ويوجد فيه حروف وكلمات لا تستطيع قراءتها، فهل يجوز أن تلبس هذا الحرز، أو تنام به، وتدخل به الحمام؟ أم ماذا تفعل؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟!

الجواب

أولاً: لماذا كثرة الخوف؟! يجب أن يبقى الخوف خوفاً واحداً، وهو الخوف من عذاب الله؛ لأن من خاف الله أمَّنه الله من كل شيء، ومَن لم يخف الله خوَّفه الله من كل شيء.

فنقول لهذه الأخت: مِمَّ تخافين؟! أتخافين من الموت؟! الموت بيد الله.

أتخافين من المرض؟! المرض بيد الله.

أتخافين من الفقر؟! الفقر بيد الله.

من أي شيء تخافين؟! أتخافين من الطلاق إذا كنت متزوجة؟! فالطلاق أمر يجريه الله على هذا الإنسان على لسان هذا الزوج.

أتخافين ألا تتزوجي؛ وأن يتقدم بك السن دون أن تتزوجي؟! فابحثي عن الزوج عن طريق التقوى قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:٢ - ٣].

مِمَّ الخوف؟! ولماذا تخافين؟! اجعلي الخوف خوفاًَ واحداً فقط: خافي مِن الله أن يراكِ حيث نهاكِ، أو أن يفقدكِ حيث أمركِ، أن يراكِ على معصية، أو أن يفقدكِ عند الطاعة، فإنك إذا خِفْتِي الله، وخِفْتِي عذابه، وخِفْتِي بطشه وشدته وجبروته، فاتقيتيه بوضع نفسكِ في طاعته والابتعاد عن معصيته، أمَّنَك الله في الدنيا والآخرة، فهذا الأول.

الثاني: أما ما صنعتِ من الإرسال إلى تلك المرأة التي في الأردن فمن خلال ما ذكرتِ فإن هذه امرأة كاهنة وساحرة ومشعوذة، ولا يجوز الإتيان إليها، ومن أتى إليها فصدقها فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أتاها ولم يصدقها لم تُقْبَل له صلاة أربعين نهاراً، وهذا الحرز الذي أرسلته هو من التميمة المحرمة الشركية؛ لأن التمائم تنقسم إلى قسمين: قسم محرم وهو شرك، التوِّلة من الشرك، والتميمةُ من الشرك، (من تعلق تميمةً فلا أتم الله له) وهي: التي فيها مثلما ذكرتِ، فيها رموز، وأحرف مقطعة، هذه اسمها: كهانة؛ لأنها تستعين بالجن عن طريق هذه الرموز، ثم تخدع الناس وتضللهم، فتكتب آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وأدعية مأثورة، وتضع الأذان، ثم تحد عليه بدائرة، وتضع رموزاً عليها، فإذا قرأ الإنسانُ الساذجُ الجاهلُ القرآنَ قال: والله إنه من القرآن؛ ولكنه لم ينتبه إلى الذي بجانبه ما هو! فَلِمَ هذه النجمة السداسية؟! ولِمَ هذه الدوائر؟! ولِمَ هذه العلامات؟! كلها شعوذة، وبالتالي فهذه التميمة محرمة.

التميمة الثانية: أن تكون من القرآن، وليس فيها أي حرف، إلا من كلام الله: هذه اختلف العلماء في حكمها: فمنعها قوم.

وأباحها قوم.

والذين أباحوها دليلهم مرجوح.

والذين منعوها دليلهم راجح؛ لأنها: أولاً: لم تُؤْثَر، ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: تعرِّض كلام الله للإهانة.

ثالثاً: تحول عقيدة العبد.

إذاً: لا تُعَلَّق، وإنما يُقرأ القرآن مباشرة على المريض، ولا تُعَلَّق تميمةٌ: (فإن مَن تعلق تميمة فلا أتم الله له).