السبب الثاني: عدم إعداد النفس وترويضها على معوقات الطريق، أي: أَشْعِر نفسك وأنت تهتدي أنه لا بد لك من صبر؛ لأن الطريق صعبة، يقول ابن القيم: يا قليل العزم إن الطريق شاق، والعقبة كئود، ناح فيها نوح، وألقي فيها في النار إبراهيم، وذبح فيها إسماعيل، وشج فيها وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل فيها عمر وطعن، وضرب فيها عثمان وذبح، وضرب فيها علي وذبح، وجماجم الشهداء إلى يوم القيامة لو جمعت لكانت مثل الجبال.
فالإيمان لابد له من جهد، فعليك أن تعود نفسك وتروضها وتعدها ابتداءً لهذه المسائل، ولذا نلمس ونجد في القرآن الكريم التأكيد على هذه الناحية، يقول الله عز وجل:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}[الأنفال:٢٨] ويقول: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران:١٧٩] يعني: بالبلاء، ويقول:{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت:١ - ٣] ويقول عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:٣] فلا بد من الابتلاء، فقد تبتلى بزوجة سيئة، أو تبتلى بأب عنيد، أو بأم عنيدة، أو ببلاء، أو بمدير، أو بزميل، تبتلى بمجتمع لا بد أن تصبر حتى إذا فاجأتك العقبات في الطريق وإذا عندك استعداد على أن تثبت حتى تلقى الله عز وجل.