الباب الخامس والجارحة الرابعة: حاسب نفسك على بطنك: ماذا ينزل فيه؟! ماذا تأكل؟! هل تشرب الدخان وأنت طيب؟! كيف تأخذ خبيثاً؟! والله يقول:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ}[النور:٢٦] وأنت طيب أم خبيث؟! أنت طيب.
إذاً لماذا تحب الخبيث؟! لماذا تشرب الخبيث؟! بل لماذا تُقَبِّل الخبيث؟! الخبيث كلٌّ يقول: الله يكفينا شره، وأنت تأخذه، وتسلم عليه، وتمصه بشفتيك، وتحمله في جيبك، وتشتريه بمالك، وتبخر به نفسك، وتحارب به ملائكتك، وتغضب به ربك، وتنشِّط به عدوك، وتقوِّي به مصانع أعداء الإسلام، بواخر تأتي بدخانٍ وتذهب بأموال من عند المسلمين! لا إله إلا الله! هل تشرب الدخان؟! هل تشرب الشيشة، أو الشمة؟! أحد الناس قال: أبشرك تركت الدخان؛ لكن تحوَّلت إلى الشيشة.
قلت: الله لا يكثر خيرك (عَيَّا من اللحمة وشرب مرقتها)، مثل ثور (الخلبة)؛ ينزع يده من (الخلبة) ويضع رجله مكانها، لا، هذه ألعن من تلك، ولماذا؟! قال: أبشرك، الشيشة لا أستطيع أن أشربها إلا عند شرب القهوة أو في البيت، أما الدخان فأشربه في كل مكان.
قلت: والله هذا عذر أقبح من فعل.
هذه خبيثة نجسة -والعياذ بالله- فيها ماء يُقاس على بول الكلاب -والعياذ بالله- هذه تنسف الصدر، وتخرب الكبد والأعضاء، وتغضب الرب، ليس فيها خير، يسمونها:(تعميرة)، يدخل القهوة وهو ما يزال واقفاً فيقول: عبئ حجراً، (عمِّر).
وهو يعبئ جمراً أحمر مدمراً والعياذ بالله، وليس يعمِّر.
بل يخرب.
فيا أخي الكريم: هل تشرب الشمة؟! الشمة هذه مسحوق مثل الطين الأصفر، يضعه الشخص داخل فمه، ثم يتفل مثل غائط الدجاج، والعياذ بالله! فتسوِّس أسنانه وتخرب صدره، وترى شكله وهو قاعد في المجلس ومعه علبته أو معه منديله وهو يبصق، ما هذا؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[البقرة:١٧٢].
هل تشرب الخمر؟ هل تروج المخدرات أو تتناولها؟ هل تأكل الربا؟ هل تأكل الرشوة؟ هل تأكل الهدية المحرمة؟ فإذا كنت مسئولاً أو في منصب، وأتتك هدية وقبلتها أو لبستها كثوبٍ هديةً -مثلاً- من أجل أن تمشِّي معاملة، هذا حرام في دين الله، ورشوة لا تجوز لك.
نظِّف بطنك، فإن (كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به)(الله طيب لا يقبل إلا طيباً)(أطب مطعمك تُجَب دعوتك).
لا يجوز لك أن تأكل إلا طيباًَ، فكل حلالاً، والله لو تأكل طيناً لهو أفضل لك من الحرام.