[نصيحة لمن يقترفون المعاصي ويتوبون ثم يرجعون إليها]
السؤال
يقول: فضيلة الشيخ! أنا أحبك في الله، وأنا في طريق الاستقامة منذ مدة، ولكن هناك بعض المعاصي إذا ابتعدتُ عنها رجعتُ إليها، ثم أندم بعد ذلك وأستغفر الله سبحانه وتعالى، لكن ما ألبث على ذلك إلا بضع أيام وأعود إليها، فماذا تنصحني وأمثالي جزاك الله خيراً؟
الجواب
ننصحك أن تتوب إلى الله توبة صادقة نصوحاً التي خاطبك الله بها وقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً}[التحريم:٨] قال العلماء: التوبة النصوح: هي التي توفرت فيها شروط التوبة الثلاثة: أولاً: الإقلاع عن الذنب.
ثانياً: الندم على ما فات منه.
ثالثاً: العزم على عدم العودة إليه.
فمن تاب هذه التوبة تاب الله عليه.
أما التوبة الكاذبة التي يتوب منها الشخص وفي نيته أن يعود في الغد، فهذا لم يتُب توبة نصوحاً، فالتائب من الذنب والعائد إليه كالمستهزئ بالله عز وجل، ونخشى عليك يا أخي! أنك تتوب إلى الله من ذنب ثم ترجع إليه، فلا تتوب إلى الله منه، بل تُب، ولكن لا يُقفل الشيطان الباب عليك، بل كلما أراد أن يوقعك في ذنب فتُب إلى الله؛ لأن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا يا أخي! لا تقنط من رحمة الله، وأقبل وتُب.