للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الردة]

١ - الردة -أعاذنا الله وإياكم من ذلك-: وهي الكفر بعد الإسلام، وسبب الردة أمران: - الأمر الأول: سوء بداية الهداية، أي أن: هدايته في الأصل كانت بدايتها سيئة، وما كانت لوجه الله عز وجل، وعلى البدايات تنبني النهايات، فمن كانت بدايته قوية، وهدايته صحيحة، كانت نهايته قوية وهدايته لازمة، أما من كانت بدايته ضعيفة، أو نفعية، أو لخوف أو لرجاء، كمن يهتدي ويصلي من أجل أن يُكتب من المصلين في المدرسة، أو كمن يصلي من أجل أن يتزوج بامرأة، يريد أن يعرف أباها أنه يصلي، فيقوم ويصلي في الصف الأول، ليراه أبو المرأة ويسلم عليه -انظر إلى هنا، السلام عليكم، ألا تعلم أني أصلي كل يوم، وأحياناً ينتظره حتى يخرج من باب المسجد فيسلم عليه- حتى إذا تزوج ترك ذلك، فهذا صارت هدايته ليست لوجه الله:

صلى وصام لأمرٍ كان يطلبه فلما انتهى الأمر لا صلى ولا صاما

فسوء البداية يجعل الإنسان يرجع إلى الكفر والعياذ بالله، ويحبط إيمانه، ولذا لا بد من التأصيل والتأكيد بأن تكون بدايتك حسنة، وهدايتك لوجه الله، والتزامك طلباً لما عند الله، وخوفاً مما عند الله عز وجل.

- الأمر الثاني: اتباع الهوى، الذي نسميه الآن: الكيف، فالشخص يقول: أنا على كيفي، أنا على مزاجي، كيفك ومزاجك هو الهوى، فأنت لست على كيفك ولا مزاجك، أنت على مراد ربك (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية:٢٣] ما اتخذ إلهه مولاه، ولكن إلهه هواه، يأمره بالنوم عن الصلاة فيرقد، ويأمره بتضييع الصلاة فيمشي، ويأمره أن يغني فيغني، ويأمره أن يذهب مع الصعاليك يتصعلك؛ فيتصعلك، هذا عبد هواه لا مولاه، فاتباع الهوى يحبط الإيمان، ولذا إذا جاءك الهوى والمراد الشيطاني والكيف والمزاج فارفضه، وقسه على الدين وأمر الله وأمر رسوله، ثم اتبع الدين واترك الهوى.