للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم ذكر الموت والخوف منه بشكل دائم]

السؤال

أرجو بإذن الله إيجاد الحلول لحالتي النفسية وهي كما يلي: ١ - التفكير في الموت تفكيراً يطول عليَّ حتى يخيفني، وأقول: كيف نغدو ونروح والموت من خلفنا.

٢ - إذا أخبرت أو أعلمت بمريضٍ مخطئ أو غير ذلك أفكر كثيراً وأقول: كيف أغفل وأنسى حالة فلان وهو سوف يموت، ويذهب عني حتى النوم.

٣ - لو أسند إليَّ تجهيز ميتٍ فإنني أعتذر؛ لأنني أتصور حدوث حالةٍ نفسية لو فعلت ذلك.

٤ - إذا رأيت الميت أفزع ويستمر الخوف حتى في الليل ويذهب عني النوم.

الجواب

حالتك -يا أخي- ليست مرضاً نفسياً، وإنما هي حالة إيمانية، هذا هو الصحيح، ما تعيشه الآن من خوف من الموت أو إذا رأيت ميتاً، أو إذا ذكر الموت، هذا هو الذي يجب أن يكون؛ لأن الرسول أمرنا بهذا، قال: (أكثروا من ذكر الموت) وكان الصحابة هذا شأنهم عند ذكر الموت؛ يذهبون إلى المقابر، ويرون المرضى، ويحضرون صلاة الجنازة، ويغسلون الموتى ويكفنونهم ويصلون عليهم، من أجل ماذا؟ من أجل ذكر الموت؛ لأنه كلما أكثرت من ذكر الموت كلما حجزك عن المعصية، ودفعك إلى الطاعة.

وأخونا مسكين يقول: إني مريض مرضاً نفسياً، لا والله لست مريضاً، بل المريض النفسي الذي لا يذكر الموت، هذا هو الغافل، أما أنت فأنت عندك قلب حي بذكر الله وبذكر الموت، فاستمر على هذا ولا تفكر في غيره، حتى يأتيك الموت وأنت مستعدٌ له إن شاء الله.