ما رأيكم في الأب المتدين الذي يقسو على أولاده بالنظرات المخيفة والتسرع بالكلمات القاسية التي أغلبها ظلم؟
الجواب
هذا أيضاً من الخطأ, الرجل المتدين من مقتضيات تدينه أن يكون ذا خلق مع أبنائه خصوصاً في دعوتهم إلى الله, بعض الآباء إذا أتى ليوقظ ابنه يضربه على الصلاة فيلطمه أو يركضه برجله: قم يا حمار! قم يا قليل الدين، الله لا يوفقك فكيف يصلي وقد قلت له: يا حمار ودعوت عليه أن الله لا يوفقه؟! لكن ما الذي يضيرك إذا أتيت عنده تمسك رأسه وتقول له: فلان فلان الله يوفقك الله يشرح صدرك, الله يأخذ بيدك قم, فيقوم وينشط؛ لأنك دعوت له.
أما أنك تدعو عليه لا يجوز ولا يجوز التخون ولا النظر بالشك, ولا العبارات الجافية للأبناء, إنما اجعل عباراتك طيبة, ادع لأولادك, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:(لا يدع أحدكم على مال ولا ولد) , لأن دعوتك قد تكون في وقت استجابة، يمكن أن تقول لولدك: الله لا يردك فيستجيب الله, مع أنك لا تريد أن يحصل لابنك أي مكروه، ولكن من الغضب ومن الحمق بعض الآباء يدعو على أولاده ثم يندم إذا استجيبت دعوته, فلا تدع عليه, اجعل بدل الدعاء عليه الدعاء له, وبدل الله يهلكك الله يصلحك، الكلمة واحدة لكن هذه تنفع وهذه تضر، خاصة وأنك متدين ولا يتوقع منك في تدينك إلا الخير, والخير مع أقرب الناس إليك وهم أولادك، وإذا لم يكن فيك خير لأولادك فلن يكون فيك خير للناس.