[حكم مناوبة السماع بين الأشرطة الإسلامية وأشرطة الأغاني]
السؤال
ما رأيكم فيمن يجمع في سيارته وفي بيته الأشرطة الإسلامية وأشرطة الأغاني، ويسمع هذه فترة وهذه فترة؟ اذكر طريقة تبعدني عن الأغاني قليلاً قليلاً؟
الجواب
لا يوجد قليلاً قليلاً، ما رأيكم لو كان عندك نار تشتعل وجلست تطفئها قليلاً قليلاً، هل نقول: أطفئ النار قليلاً قليلاً, أو صب الماء صباً؟ أنت الآن تغني، وواقع في طريق النار، أبعدك قليلاً قليلاً، أم أبعد مرة واحدة، ليس هناك قليل قليل، تب إلى الله بسرعة، بدون قليلاً قليلاً، لا يصح أن تسمع أغاني وقرآناً، يقول ابن القيم:
حب الكتاب وحب ألحان الغنا في قلب عبدٍ ليس يجتمعان
وفي حديث ابن مسعود والحديث مرفوع، وقيل موقوف على ابن مسعود، قال:[لا يجتمع حب القرآن وحب الغناء في قلب عبد مؤمن] والذي يجتمع ذلك في قلبه، فيريد أن يغني ويريد أن يستمع أشرطةً إسلامية، في النهاية الغلبة للأغاني؛ لأن القرآن لا يحل في القلب الخرب؛ لأن القرآن نظيف، الآن لو أتيت بنجاسة وطيب، ووضعتهما في قارورة، ما الذي يبقى في القارورة؟ النجاسة، والطيب يتبخر ولا يبقى، الحق لا يتعايش مع الباطل، لا تجتمع في إناء واحد، كما يقول بعض الناس: ساعة لربك وساعة لقلبك، هذا شرك، ليس هناك ساعة لقلبك وساعة لربك، الساعات كلها لله؛ لأن الله تعالى يقول:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ}[الأنعام:١٦٢ - ١٦٣] فالساعات كلها لله، الصلاة لله، وآكل لله، وأنام لله، وأستيقظ لله، والعمل في المكتب لله، والدراسة لله، والنزول للسوق لله، والنظر لله، والتأمل كل شيء في حياته لله، يقول ابن مسعود:[إني أحتسب على الله نومتي وقومتي] أما التشليح والتجزئة في الدين، ساعة لربك وساعة لقلبك، صل قليلاً وغن قليلاً، واسحبني قليلاً في الغناء، هذا لا يصلح، ولا يجوز لك يا أخي المسلم! يا من تسمع الأغاني: لا تجمع بينها وبين الأشرطة الإسلامية.
ونقول لك: تب إلى الله، واجمع الأشرطة الخبيثة هذه التي في سيارتك وبيتك، واذهب بها إلى الاستريو الإسلامي واجعلهم يغيرونها، واسمع كلام الله، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنك إذا استمريت على هذا فإنه خطر جداً؛ لأن الشيطان يستفزك بالغناء؛ لأن الله عز وجل يقول:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[الإسراء:٦٤] ما هو صوت الشيطان؟ هذه الأغاني بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرب.