للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كن مع الله كما يحب؛ يكن الله معك كما تحب]

يقول الله تبارك وتعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [النمل:٨٩] {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} [النمل:٨٩] مَن عمل في الدنيا حسنات وجاء بها، فله خير من هذه الحسنات، {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل:٨٩ - ٩٠] {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} [النمل:٩٠] كيف تريد أن يعطيك الله جائزة حسنة وأنت جئت بسيئة؟! {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا} [النجم:٣١] أي: بالسوء، {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم:٣١] إذا أردت أن يكون الله لك كما تريد، فكن أنت لله كما يريد.

إذا أردت أن يكون الله لك كما تريد: رحيماً.

غفوراً.

ودوداً.

يدخلك الجنة.

ينجيك من النار.

يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.

يجعلك في درجات عالية.

يعطيك النعيم؛ فكن أنت له كما يريد.

ماذا يريد منك أن تكون؟ يريدك أن تكون: عبداً.

طائعاً.

تواباً.

منيباً.

خائفاً.

وجلاً.

مشفقاً.

في قلبك مثل النار.

كأن النار ما خلقت إلا لك.

ترى كل حسنة تعملها تقول: ربما لن يقبلها ربي.

ترى أي معصية تعملها كأنها جبل.

هذا هو المؤمن، يرى الحسنات العظيمة يقول: هذه بسيطة، ماذا فعلتُ؟! ويرى السيئة البسيطة يقول: الله! أنا أعملها؟! أأنظر إلى النساء؟! أأسمع أغنية؟! أأنا آكل ريالاًَ حراماً؟! أأنا أنام عن صلاة مفروضة؟! أأنا أعق والدتي؟! أأنا أرفع صوتي على أبي؟! أأنا أقطع رحمي؟! أأنا أخون؟! أأنا أكذب؟! أأنا أغش؟! أأنا ألعن؟! أأنا أغتاب؟! أأنا أنم؟! حاسب نفسك، أنت بهذا الوضع تكون لله كما يريد، فيكون الله لك كما تريد، {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل:٨٩] {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} [النمل:٨٩] ليس معه إلا الذي جاء به، ماذا تريد من الله أن يعطيك؟ غير الذي جئت به؟! {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل:٩٠]، الآن كل واحد منا يأتي بشيء، واحد يأتي بذهب، وواحد جاء ببَعَر -أكرم الله السامعين-، ذهب إلى زريبة الغنم وجمع البعر وملأ حقيبته، ونزل إلى السوق، ماذا سيلقى هذا؟! يلقى بَعَراً، وذاك عندما أتى بالذهب فإنه سيلقى ذهباً.