أنا شاب في الثانوية أقيم الصلاة والحمد لله ولكني لا أصلي صلاة الفجر؟
الجواب
وماذا تصلي؟ أجل تصلي الصلاة التي تكون مستيقظاً وقتها، إن صلاة الفجر هي المقياس، وهي ترمومتر الإيمان، يقول العلماء: إن الظهر والعصر والمغرب والعشاء مثل الامتحانات الفصلية، لكن هناك امتحان نهائي، ما رأيكم إذا حضر الفصلي كله، وعندما جاء الامتحان النهائي ما أتى، أينجح أو يرسب؟ يرسب ولو يأتي في امتحانات الفصل الدرجة كاملة، فالله جعل صلاة الفجر امتحان نهائي للمؤمنين، وقال فيها:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}[الإسراء:٧٨].
وقال فيها النبي في الصحيحين:(أثقل الصلوات على المنافقين صلاتي العشاء والفجر) فيا أخي! يا شاب! يا من وفقك الله للصلاة: إن كنت تريد أن تكون مؤمناً فأقم صلاة الفجر واحرص عليها، ومن لا يؤديها في المسجد باستمرار فهذه علامة النفاق، لا تسأل أنا منافق أو مؤمن، أنا من أهل الجنة أو من أهل النار؟ لكن اسأل نفسك في صلاة الفجر، فإن كنت من أهلها باستمرار فاعلم أنك مؤمن، وإن كان العبد لا يشهدها فاعلم أنه منافق، وليس بينه وبين عذاب الله إلا أن يموت، فهذا كلام الرسول يا إخواني، والحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم يقول:(أثقل الصلاة على المنافقين صلاتي العشاء والفجر).
حسن أيها الشاب! يا صاحب السؤال، أسألك بالله -أنا لا أعرفك ولا تعرفني- لو صدر أمر هذه الليلة أن صلاة الفجر من حضرها يأخذ مائة ريال، فما رأيك أتقوم أم لا؟ والله إنك سترى هذا المسجد يمتلئ إلى الباب، وسوف يأتي الناس من قبل الصلاة؛ لأنه يقول: سوف يكون التسليم للصف الأول فالأول، فالذي يأتي بالصف الأول يستلم الأول، والذي يأتي هناك ينتظر إلى الساعة التاسعة، ما رأيك؟! إنهم سوف يتقاتلون (بالمشاعيب) على الصف الأول، بل بعضهم سيأتي بمخدته وينام هنا، يقول: لن يأتيني النوم في البيت أنا أخاف أن تفوتني الصلاة، ولو قام وما أيقظ أولاده فسوف يزعلون كلهم، ولو أيقظهم وذهب المسجد وأتى وهم نائمون لضربهم، إذا عندك ثلاثة أولاد ستربح ثلاثمائة ريال ستفضون بها وتتغدون وتتعشون وراتبك وراء ظهرك فمائة ريال أعظم أو الجنة؟! فاسأل نفسك الآن، إن كنت تريد الجنة صل الفجر بالمسجد، وإن كنت تخدع نفسك وتصلي صلاة وتدع صلاة الفجر في المسجد فاعلم أنك مخذول -والعياذ بالله- وعليك أن تتوب إلى الله عز وجل.