للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحث على إعفاء اللحية وبيان ميزاتها]

السؤال

أريد أن أربي لحيتي ولكن أشعر بتعب من جراء قوة الشعر الذي يخرج؟

الجواب

صدق، اللحية الآن في معركة مع صاحبها هو عليها بالسلاح الأبيض فما موقفها هي؟ تخرج عليه مثل الرماح تقول: تذبح وأنا أطعن، فالمعركة قائمة، لكن إذا أعلنت الهدنة ووضعت السلاح عنها فإنها سوف تعلن الهدنة وتضع السلاح معك، وستنبت بداية مثل الدبوس لكن بعد أن تكبر قليلاً تنبت مثل الحرير، وتعلن المهادنة معك، أما ما دمت تحاربها؛ لا بد من حاربك أن تحاربه، واللحية -أيها الإخوة! - ليس من الضروري أن الواحد يتفكر في الموضوع على أنه مسألة شعر لا.

اللحية معلم من معالم الرجولة، وهدي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

الله خلق الرجل رجلاً وخلق المرأة امرأة أليس كذلك؟ أليس هناك ميزات وفروق بين الرجل والمرأة؟ بلى.

ومن ضمن الفروق هذه اللحية، يخرج الطفل والطفلة من البطن سواء عندهم شعر في الرأس، وشعر في الحواجب الولد والبنت سواء، وشعر في الجفون الولد والبنت سواء، فإذا اكتملت رجولة الرجل وأنوثة الأنثى طلع شعر في العانة عند الرجل والمرأة سواء، وشعر في الإبطين للمرأة والرجل سواء، لكن شعر في الوجه للرجل وليس للمرأة شعر، يظهر لها أثداء في الصدر ويغلظ صوته ويرق صوتها، وتعظم أكتافه وتعظم أردافها، فروق فردية، فالله أراد أن تكون رجلاً فميزك بهذه اللحية، ولذا لا تصلح أنت إلا بلحية والمرأة لا تصلح بلحية، ما هو رأيك الآن إذا ذهبت البيت وامرأتك معها لحية؟ فقلت: ماذا بكِ؟ قالت: أريد أن أكون مطوعة، هل تقبلها بلحية؟ لا تقبلها أبداً، فكما أنك لا تقبلها بلحية هي أيضاً لا تقبلك بغير لحية، وقد تقول: أنا حليق وامرأتي قابلة لي، نقول: ماذا تعمل صابرة بالغصب، لكن لو عندك لحية فهي تفضل ذلك.

وقد أجري استفتاء لمجموعة من النساء؛ أربعمائة امرأة وسئلن: هل تفضل المرأة الرجل الأمرد، أم الرجل الذي له لحية؟ وكلهن بالإجماع قلن: نريد رجلاً له لحية؛ لأن المرأة تشعر أمام الرجل الذي معه لحية تشعر بالأنوثة؛ لأنها أمام شكل مغاير لها، انظروا لأسلاك الكهرباء؛ سلك حار وسلك بارد، ضع بارداً مع بارد ماذا يكون؟ تكون كهرباء؟ لابد من حار وبارد حتى تولع النار، وكذلك رجل وامرأة لا تكون الحياة مضبوطة إلا برجولة وقد تقول أنت: إن هناك معالم للرجولة ثانية، صدقت هناك معالم أخرى، لكن هذا معلم بارز، وهي مثل الظرف الذي عليه عنوان، قد يكون في الظرف شيكات لكن لا أحد يعلم ماذا فيه، وقد يكون في قلبك شيكات من الإيمان والعمل الصالح لكن لا يعلم الناس ماذا في قلبك، أظهر على وجهك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأكرمها، فإن الله قد أمرك بها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أكرموا اللحى) وإكرام اللحية أن تتركها في أكرم موضع فيك وهو وجهك، لكن إذا حلقتها هل أكرمتها؟ أين يحلق الرجل الآن؟ في الحمام، يحلق على المغسلة وتذهب لحيته مع الماء وتذهب في البلاعة، هذه لحية المسلم الذي أمر بإكرامها؟ والذي لا يحلق في الحمام يحلق عند الحلاق في السوق، وتنتقل اللحية بعد الحلق إلى تحت قدم الحلاق، وبعد ذلك يكنسها بالمكنسة ويضعها في الزبالة، عشرين ثلاثين سبعين لحية، وإذا جاءت سيارة البلدية قال: يا ولد! تعال احمل اللحى، وجاء عامل البلدية وأخذ اللحية ووضعها فوق الزبالة وذهب بها إلى المحرقة، رحلة معذبة، مسكينة هذه اللحية مع هذا الرجل، وبعد ما راحت طلعت الأسبوع الثاني وقام عليها.

يا أخي: اتق الله في وجهك لحيتك اتركها تملأ وجهك، كم وزن اللحية؟ كم كيلو هي؟ أطول لحية وأكبر لحية لا تزن خمسين غراماً، لا تعب في حملها يا أخي! فاترك لحيتك؛ لأنها معلم وفي نفس الوقت تعينك على طاعة الله، إذا الرجل ملأت وجهه لحيته يستحي أنه ينزل في منازل السوء، لماذا؟ قال: ما تستحي على وجهك، لكن إذا كان أحلس أملس سهل عليه الاندساس ولا أحد يلومه.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو لكم التوفيق، والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.