ترجع بعد ذلك إلى كتب الفقه الإسلامي من أجل أن تعرف كيف تعبد الله؟ كيف تصلي وتصوم وتحج وتتصدق وتتعامل؟ لا بد من فقه، هناك كتاب اسمه: السلسبيل في معرفة الدليل، هذا الكتاب يشرح أدلة زاد المستقنع، وهو مختصر في فقه الحنابلة، ومقرر على الطلاب في المعاهد العلمية، وشرحه الروض المربع المقرر على الطلاب في كلية الشريعة، لكنه مشروح بتوسع، فالشيخ الذي ألف الكتاب هذا رجل صالح.
ألفه بالدليل، يأتي بالمسألة، والدليل عليها كذا وكذا، ثم يأتي بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، هذا ما شاء الله! فلو أنك أخذت كل يوم صفحة مع نفسك، مبتدئاً بباب الطهارة وأقسام الماء، فإنك تجد أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: طهور، وطاهر، ونجس، ما هو الطاهر؟ ما هو الطهور؟ ما هو النجس؟ متى يتنجس الماء؟ هذه أحكام فقهية، يجب أن نعرفها، بعض الناس يا إخواني! زوجته معه منذ عشر سنوات، ومع ذلك لا تعرف كيف تغتسل من الجنابة!! ولا تعرف أحكام الحيض!! وإذا جاءها الحيض تقعد بعد الحيض يومين أو ثلاثة لا تصلي، وهي لا تدري، وإذا تركت صلاة واحدة كفرت، من ترك صلاة واحدة من غير عذر فقد برئت منه ذمة الله، لكن لا تدري، تقول لها: لماذا لا تصلين؟ قالت: أريد أن أطهر، وهي قد طهرت منذ أسبوع، لكنها تريد أن تهرب من الصلاة، وزوجها لا يدري، لكن لو يدري أنها لم تصلح الغداء في يوم من الأيام كسر ظهرها؛ لأنه يريدها تطبخ له، لكن تتعلم الدين هذا لا يهمه، لأننا ما يهمنا إلا الأمور المادية -والعياذ بالله- هذا الكتاب الثالث اسمه السلسبيل في معرفة الدليل.