ثانياً: عن طريق معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى فإن الله عرف نفسه عند خلقه بأسمائه وصفاته وأوضحها في القرآن الكريم، وجعلها تذييلاً مناسباً في أغلب آيات القرآن، والحديث في صحيح البخاري يقول عليه الصلاة والسلام:(إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)، ما معنى: من أحصاها؟ هل هو من أحصاها عند الجهلة يقول: هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ؟ فقط هذا الإحصاء؟ ليس هذا هو الإحصاء، لكن قالوا: من أحصاها أي: من فهمها وعمل بمقتضاها وحققها، هذا هو الذي أحصاها ولو لم يحفظها، وما هو مقتضاها؟ أن ينطبع فيك أثر لكل صفة لله، إذا عرفت أن الله رزاق:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}[الذاريات:٥٨] آمنت بأن رزقك على الرزاق، لكن إذا ذهبت لتبيع الدخان في دكانك، وجاءك شخص وقال لك: الدخان لا يجوز بيعه يا أخي فلا تبعه، وقد تكون ممن يشرب الدخان، يقول بعضهم: لا يا شيخ! الدخان مضر وأنا لا أشربه، لكن والله لا نبيعه إلا لأنه يجلب المشتري؛ بمعنى أنه يرزق، إن الذي يجلب المشتري هو الله، الآن عقيدتك هذه فاسدة، تعتقد أن الدخان هو الذي يأتي بالمشتري، إذاً راجع توحيدك وإيمانك، لا يجلب المشتري إلا الله سبحانه وتعالى، ولا تبع الدخان فإن الذي حرمه حرم ثمنه، ولو أنك ممن تشرب الدخان لكان ذنبك واحداً، لكن عندما تبيع الدخان فما من (سيجارة) تباع من دكانك إلا وعليك إثمها إلى يوم القيامة، تأتي (والكراتين) على ظهرك -والعياذ بالله-، فلا بد من تحقيق الأسماء والصفات.