من المعاني -أيها الإخوة- التي يغفل عنها كثير من الناس وهو أن الصيام فيه ارتباط وثيق بقضية الإيمان بالله عز وجل، فإن الصوم عمل قلبي سري لا يطلع عليه إلا الله، إذ بإمكان الإنسان أن يظهر أنه صائم أمام الناس لكنه يفطر خفية، فلا يعلم أنك صائم أو غير صائم إلا الله عز وجل، فيوم أن تمسك بالصيام في السر والجهر ومع الناس ومع نفسك وفي كل لحظاتك، علام يدل هذا؟ يدل على أنك مؤمن بالله، وتشعر بمراقبة الله، وهذه المرتبة تسمى مرتبة الإحسان، وهي: أنك تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فهذه نعمة من الله، بأنك تلتزم بالصيام بأمر الله عز وجل فتشعر في قلبك بالمراقبة لله، ويتحقق لك بهذا الإيمان وهو من أعظم ما يملكه الإنسان في هذه الحياة.