أيضاً هناك مسئولية على إخواننا الدعاة الطيبين الملتزمين أمثالكم تجاه إخواننا الذين يجلسون في الأرصفة، والكرنيش، والمقاهي أن نحمل لهم الدعوة يعني: لما تنظر إلى مجموعة من الشباب أربعة أو خمسة وهم جالسون يدخنون أو (يعزفون على العود) أو معهم طبل، أو جهاز، أو يسمعون أغانٍ، أو يلعبون ورقة وأنت معرض، مر على أي مكتبة إسلامية واشتر لك أربعة أو خمسة أشرطة على عددهم وبعد ذلك وزعها عليهم، وإذا كان لا يوجد معك نقود قف عليهم وقل: السلام عليكم، طبعاً يقولوا: وعليكم السلام، بعد ذلك ربما يقولوا: ماذا تريد؟ ويظنون أنك تتغير عليهم أو تأتي تشتكيهم أو تريد أن تأخذهم إلى (الهيئة) أو غير ذلك، أي نعم أنت من حين تقف قل: السلام عليكم، واضحك لهم، مثل الطبيب الذي يضحك للمريض، هم سوف يقولون: وعليك السلام، ماذا تريد؟ قل: لا شيء أنا زميلكم وأخوكم في الإسلام مررت وأريد أن أجلس معكم أتسمحون لي أن أجلس معكم، سوف يقولوا: تفضل، لماذا؟ لأنك أتيتهم بأدب من حين ما تجلس معهم قل لهم: كيف حال الإخوان طيبون ماذا تعملون والله نلعب، جيد! أنا أريد أن ألعب معكم ما رأيكم؟ أنا أريد ألعب ماذا تلعبون؟ بلوت؟ أوه! أنا حريف في البلوت، ها ألعب معكم؟ قالوا: إيه تلعب معنا، ينبسطون لك، قل: حسناً قبل اللعبة عندي كلام ممكن كلمتين فقط، يقولون: تفضل تعطيهم وتقول: يا إخواني! ما هذه الحياة؟ ولماذا نعيش؟ على ظهرها؟ ولماذا خلقنا الله؟ وكيف مصيرنا يوم نموت ونلقى الله؟ هذا الكلام لما تدخله في قلوبهم ما سمعوه وما سمعوا شريطاً وما حضروا محاضرة، مساكين مضللين، يدخل الكلام في قلوبهم يقومون معك إن شاء الله، بعد ذلك بعد ما تنتهي قل: أريد أن ألعب لكن لا أستطيع يا إخوان، تسمحوا لي أن أنصرف، فيقولوا: تفضل، أنت أقمت عليهم الحجة، يأتي آخر بعدك ويقعد معهم ويعطيهم كلمتين، ويأتي الثالث يقولون: طيب الناس كلهم كذا ونحن نلعب والناس على الدين، والإيمان، والعمل الصالح، لماذا لا نكون مثلهم، والله هذا كلامهم صحيح، يبدءون يشترون شريطاً يسمعون كلاماً طيباً ويحضرون المحاضرات ويذهبون إلى المسجد.
هذه -أيها الإخوان- مسئوليتنا تجاه هؤلاء، وليس بالضرورة أن يهتدي كلهم على يديك لو الجلسة فيها خمسة أشخاص وواحد استمع منك طيب، وإذا لم يستمع إليك أحد فقد برئت ذمتك وأعذرت إلى الله عز وجل.