المعجزة في تعريف العلماء هي:(أمر خارقٌ للعادة مقرون بالتحدي، يظهره الله على يد نبي من أنبيائه) وتختلف المعجزة عن الكرامة، في أن الكرامة أمر خارقُ للعادة، ولكنها غير مقرونة بالتحدي، يظهرها الله عز وجل على يد عبد من عباده.
ولا يشترط في الكرامة أن يكون صاحبها تظهر عليه أمارات الصلاح، فقد تظهر الكرامة على يد رجل غير صالح، ولهذا أصلح الناس بعد رسول الله هم الصحابة وليس لهم كثير من الكرامات، لماذا؟ لأن عندهم من الحقائق -كما يقول ابن تيمية - ما أغنتهم عن الكرامات، وظهرت كثير من الكرامات على أيدي بعض المتصوفة، وأكثرها من مكر الشيطان وتلبيس إبليس، وليست كرامات في أكثرها، وبعضها كرامة؛ لأن الكرامة في معتقد أهل السنة والجماعة شيء مسلم به ولكن في حدود ووفق ضوابط، أما عند المتصوفة فالأمر واسع، وقد ذكر هذا الشعراني صاحب الطبقات الكبرى للصوفية، يذكر عن شخص من أئمتهم أنه كان يأتي حمارة فيطؤها وهو ولي من أولياء الصوفية، فلما قيل له في ذلك، قال: إنها كرامة من كراماته أن الحمارة ما رفسته.
ورجل آخر من الصوفية يذكر عنه في الطبقات الكبرى أنه كان يخطب يوم الجمعة عارياً -تصوروا أن يصعد المنبر وهو عارٍ كما خلقه الله- فقيل له: ما هذا؟ قال: كرامة، قالوا: تستر، قال: إني أستغنى بستر الله عن ستر الناس، فضح نفسه واستغنى بستر الله، أهذه كرامة؟ هذه فضيحة -والعياذ بالله- إلى غير ذلك من الخزعبلات التي لا يقبلها العقل، ويستحي الإنسان أن يحدث بها، ويسمونها كرامات، وليست بكرامات وإنما هي خزعبلات وأكاذيب وخرافات.