للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصلاة لا تسقط حتى عن المسافر والمريض]

الصوم يسقط عنك إذا كنت مريضاً أو مسافراً، ثم تقضيه، وإذا استمر معك مرضك فإنه يسقط عنك وعليك الإطعام، وإذا كنت مريضاً لا يُرجى برؤك ولا تستطيع الإطعام يسقط عنك! لإطعام والصيام، مع أن الصيام ركن من الأركان.

والحج ركنٌ لكنه يسقط عنك إذا لم يتوفر لك أمن الطريق ولم تجد الزاد أو الراحلة.

فكل شيء يسقط إلا الصلاة، أما الصلاة فلا تسقط عنك، إن كنت معافى فصلِّ قائماً، وإن كنت مريضاً فصلِّ قاعداً، وإن كنت لا تستطيع أن تصلي قاعداً فصلِّ مستلقياً أو على جنبك، وإن كنت لا تستطيع أن تصلي بأي طريقة فصلِّ بطرفك، أي: أومئ إيماء بعينك، فما دام عقلك موجوداً فلا بد أن تصلي، وسوف نعلمكم إن شاء الله كيف يصلي المريض.

وصلِّ وأنت مسافر وأنت مقيم صلِّ وأنت في الحرب وأنت في السلم، لا تسقط عنك الصلاة بحالٍ من الأحوال.

إذا كنت مريضاً ولا تستطيع أن تتوضأ فتيمم وإذا لم تستطع أن تتيمم فصلِّ بغير تيمم، إذا كانت ثيابك طاهرة فالحمد لله، فإذا لم تكن طاهرة فغيرها، وإذا لم يكن عندك من يغير لك ثيابك فصل بثيابك غير الطاهرة، فإن الله عز وجل لا يكلفك إلا ما تستطيع، المهم أنك تصلي.

إذا كان سريرك متوجهاً إلى القبلة فالحمد لله، وإذا لم يكن إلى القبلة فصلِّ إلى أي جهة: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:١١٥] فالصلاة منزلتها عظيمة.

الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء، كل تكاليف الشرع فرضت على الرسول في الأرض، ولما جاءت الصلاة استدعي النبي صلى الله عليه وسلم وأسري به من بيت الله الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى سدرة المنتهى وفرُضت عليه خمسون صلاة وما زال يراجع ربه حتى بقيت خمساً في العدد ولكن الله ذو فضلٍ عظيم قال: (لا يُبدل القول لدي هي خمسون في الأجر وخمس في الأداء) أهذه نعمة أم لا يا إخواني؟ فهل نضيعها بعدما رحمنا الله إلى أن جعلها خمساً؟ ولو جعلها الله خسمين، ماذا يسعنا؟ هل نتمرد؟ والله ما لنا إلا نصلي، ولو خمسين صلاة في أربعة وعشرين ساعة، بمعنى أنك في كل نصف ساعة تصلي صلاة، لكن الله رحمك وخفف عنك وجعل لك الأجر كاملاً والأداء قليلاً، تؤدي خمساً وتأخذ على الخمس خمسين صلاة.