وأخيراً وليس بأخير: من أعظم أنواع السعادة: تنظيم الأوقات وترتيب الأمور، وجعل حياتك كلها منظمة, بحيث لا يكون هناك فوضوية في حياتك, فبعض الشباب تجده في غرفته عندما تدخلها تقول: هذه الغرفة نام فيها عفريت: مخدته في زاوية وسرواله في زاوية وكتاب هناك ودفتر هنا وإبريق الشاي هنا له ثلاثة أيام لم يغسله وفنجان مرمي هنا بينما تجد طالباً آخر عندما تدخل غرفته: السرير منظم، والدفاتر وحدها والكتب وحدها, وكل شيء منظم، هذا نوع من السعادة, وعندما تدخل غرفتك وهي بهذا الشكل تعيش سعيداً, لكن عندما تدخل غرفتك وهي بذلك الشكل الغير المنظم تشعر بالشقاء, لكنك عندما تريد كتاباً من عند شخص منظم سرعان ما يجده, وعندما تريد كتاباً من عند شخص غير منظم تجده يستعرض المكتبة من أولها لآخرها، وبعد ست ساعات يأتي بالكتاب، ولكن لو نظم الكتب: كتب العقيدة وحدها, والفقه وحدها, والسيرة وحدها, والأدب وحدها, والثقافة الإسلامية وحدها, فيصنفها حسب التصنيف المعروف أو التصنيف الجديد فستجده سعيداً, ولو أردت أي كتاب سرعان ما يأتي به هذا نوع من السعادة.
هذه -أيها الإخوة- بعض المفاهيم في السعادة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً السعادة, وأن يسكب في قلوبنا الإيمان، وأن يدلنا على العمل الصالح حتى نحقق أكبر قدر من السعادة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما أقوله حجة لي وليس عليّ، وأن ينفعكم به وينفعني، إنه ولي ذلك والقادر عليه, والله أعلم.