من علامات الساعة إخراج الأرض كنوزها، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوان من الذهب والفضة، فيأتي القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويأتي القاطع فيقول: في هذا قطعت، ويأتي السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً) وهذه آية من آيات الله، حيث يأمر الحق أن تخرج الأرض كنوزها، وقد سمى الرسول بأفلاذ الكبد، وأصل الفلذ قطعة من كبد الإنسان أو كبد البعير، ومعنى الحديث: التشبيه، أي: تخرج الأرض ما في جوفها من القطع المدفونة والكنوز والجواهر على شكل الاسطوانات والسواري، وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيها ويتألمون؛ لأنهم ارتكبوا المعاصي وقطعوا الطريق، وسرقوا من أجل الحصول على هذه الأشياء، وهذه ستكون في آخر الزمان.
هذه أيها الإخوة! بعض علامات الساعة التي تسبق قيامها، وبقي العلامات الأخيرة وهي العشر العظام: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج النار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر، ونزول عيسى، وخروج الدجال، وغير ذلك من العلامات التي سوف نتحدث عنها إن شاء الله في الجلسة القادمة، وإذا وقعت واحدة منها تتابع وقوعها كنظام انقطع، يعني مثل عقد معك انقطع تبدأ الأولى والبقية كلها وراءها.
نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يلهمنا رشدنا، وأن يثبتنا جميعاً على الإيمان؛ إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.