ثم تضيف الآيات الأخرى ملامح جديدة وأبصارهم في حالة الخوف والشدة، حتى إن العين لتبرز جاحضة من الخوف، تكاد أن تخرج ولا يستطيع أن يغمضهما عن النار؛ لأن النوم وإغماض العين أمنة.
تجد من يُخرج إلى السوق ليقتل تكون عيناه تدور شمالاً ويميناً، وينظر من أين سيأتي السياف ليقطع رقبته، ومن ذا يربطه، وأخيراً تغطى عينيه حتى لا يرى شيئاً.
ويصور الله عَزَّ وَجَلَ هذا المشهد بعد خروجهم وأبصارهم شاخصة فيقول الله عَزَّ وَجَلَ:{إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}[إبراهيم:٤٢] * {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ}[إبراهيم:٤٣] لا يمكن أن يطرف طرفةً واحدةً، فعينه انفتحت وشخصت وجحظت وبرزت، لم تعد تقدر على الإغماض حتى تتصلب {لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء}[إبراهيم:٤٣] هواء من الخوف؛ لأن القلب هنا هو مصدر الخوف، إذا كان لديك خوف فهل يرتاح قلبك أو يضطرب؟ لو أن شخصاً أخبرك بخبر مخوف، تقول: إن قلبي يكاد أن يطير من الخوف، وإذا كان الخبر ساراً تجد في قلبك انشراحاً وطمأنينة.
مثال آخر: إذا ركبت في الطائرة يضعون لك حزام الأمان، فإذا انطلقت الطائرة، وأتيت على مطب هوائي تشعر بأن قلبك اُنتزع من مكانه، فما بالك -أخي- بخوف يوم القيامة (وأفئدتهم هواء) كما قال الله عَزَّ وَجَلّ.