وبعد ذلك تسبغ الوضوء وتخرج إلى المسجد، وتقارب بين الخطا، وتدعو بدعاء الذهاب إلى المسجد، فلا تخطو خطوة إلا ولك عليها حسنة ورفع درجة وتكفير سيئة، فإنه مما يرفع الله به الدرجات:(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط).
بعد ذلك تأتي المسجد، وتختار منه أكمل الصفوف وأولها؛ فخير صفوف الرجال أولها:(ولو يعلم الناس ما في الصف الأول والأذان والنداء ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا) فلا تأتِ لتقعد عند العمود، فبعض الناس يأتي يقعد عند الباب من أجل أن يختصر الطريق.
فتجلس لكن ليس في الروضة إلا إن كنت من أهل العلم، من أهل النهى ممن يمكن أن ينوب عن الإمام، فإذا لم يكن فتأتي عن يمين الإمام؛ فإن ميامن الصفوف أفضل من أياسرها، لكن إذا جئت وميامن الصفوف ممتلئة فاجلس في أيسرها مع رغبتك في يمينها؛ فإن الله يعطيك أجر ميامن الصفوف؛ لأنك لم تجد فيها مكاناً، فكملت الصف من الجانب الآخر.