أيها المسلم! فإذا أنت عملت بهذه الأمور، وقدمت وأخرت بحسب مقتضيات هذه العقيدة كان بصرك هذا وبصيرتك ربانية.
وهناك خمسة أسباب تجعل بصرك ربانياً وبصيرتك ربانية، ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي نقلاً عن أحد السلف اسمه شاه الكرماني يقول: ١ - من غض بصره عن الحرام.
٢ - وعمر باطنه بالتقوى والمراقبة.
٣ - وعمر ظاهره بالسنة.
٤ - وكف نفسه عن الشهوات.
٥ - وعود نفسه أكل الحلال، لم تكد تخطئ له فراسة.
فهذه الخمس هي أسباب فتح البصيرة، بحيث لا تخطئ لك فراسة، تنظر إلى الأمور كأنها مجلية أمامك، كأنك تنظر إلى الغيب، كأنك تستقرئ أشياء المستقبل بنور الله عز وجل، فمهما حاول الناس، ومهما حاولت الشهوات والمغريات أن تُعمّي عليك، أو أن تقدم أو تؤخر في موازينك فبصيرتك تمنعك؛ لأن ميزان الآخرة والصلاة والقرآن عندك أرفع شيء، وميزان حب الله وحب رسوله وأوليائه في قلبك أعظم شيء، الحلال تسير فيه، والحرام تتركه، لماذا؟ لأن عندك موازين واهتمامات، ولك مبادئ تسير عليها، وهذه الأسباب الخمسة أتحدث عنها بتفصيل.