للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة ترك الصلاة]

السؤال

أنا شاب من الشباب المتهاونين بالصلاة، وأحيانا تمر علي أيام ولا أصلي، وأحس بضيق في صدري خصوصاً عند المغرب وعند الصباح، وسألت رجلاً فقال لي: إن سبب ذلك هو قلة الدين، ولأنك لا تداوم على الصلاة، ولكن قال: إذا أردت أن يذهب الله همك فداوم على الصلاة في أوقاتها، ولكن كلما تذكرت ذنوبي يزيد همي، ويزيد بعدي عن الله سبحانه وتعالى؛ لأنني كنت على خطر وأعمل المعاصي، فأرجو توجيهي إلى الطريق؟

الجواب

بلا شك أن تركك للصلاة معناه الكفر والخروج من الملة، وأنت مستحق للعذاب، وكذلك مستحق للعنة الله ورسوله؛ لأنه ليس بين المسلم وبين الكافر فرق إلا ترك الصلاة، يقول عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) ويقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

وهذا الذي أرشدك ودلك رجل صالح، فقد أرشدك إلى الطريق الصحيح.

وسبب ما بك من قلق وضيق هو بسبب بعدك عن الله؛ لأن الله تعالى يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [طه:١٢٤] أي: عن ديني {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [طه:١٢٤] فأنت تشعر بالهم والغم، لماذا؟ لأنك بعيد عن الله، وبعض الناس يشعر بالهم والغم لبعده عن الله، فيداويها بالداء، فيذهب ليغني أكثر، ويزني أكثر، ويسهر أكثر، يقول: أريد أن أرتاح! لا.

أنت تريد أن تكحلها فتعميها.

فإذا أردت أن يذهب الله ما في قلبك فلا تعمل المعاصي، لكن تب إلى الله، فر إلى ربك، عد إلى الله، اقرأ كتاب الله، تب إلى مولاك، صل في المسجد يذهب الله ما في قلبك، لماذا؟ لأن الله يشرح صدرك بالقرآن، يشرح صدرك بالدين {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} [الرعد:٢٨] {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:٢٢] {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} [الأنعام:١٢٥].

فيا أخي في الله! تب إلى الله، يا صاحب السؤال! تب إلى الله من هذه اللحظة، وارجع إلى مولاك، وأعلن التوبة بين يدي خالقك، وتمسك بالطاعة وتب إلى الله واترك المعاصي، واستغل فرصة وجودك في هذه الأيام المباركة مع قدوم شهر رمضان لتبدأ صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى، وأبشر بالتوفيق والنور والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.