إن أحد المدرسين يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خالفوا اليهود والنصارى، قصوا الشوارب واعفوا اللحى) يقول: فالآن اليهود والنصارى يعفون اللحى فنحن نخالفهم فنحلقها؟
الجواب
الله أكبر! يا هذا الفقيه! أعطيكم قاعدة من أجل أن تسيروا عليها، نحن أمة الإسلام أصل والأمم كلها لها تبع، ما رأيكم الآن إذا اليهود والنصارى يصدقون، ماذا نفعل نحن؟ نكذب من أجل أن نخالفهم، ماذا؟ إذا صدق اليهود والنصارى في مواعيدهم أنخلف الوعد؟ أنا سأخلف الميعاد معك، وإذا جئت تسألني لماذا تخلف الميعاد؟ قلت: لأن اليهود والنصارى يصدقون في مواعيدهم والرسول قال: (خالفوا اليهود والمشركين) فأنا أكذب، ما رأيكم في هذا الكلام؟ هذا مجنون صاحبه، نحن أصلاً عندنا دين، ما جاءنا من الله نعمل به، وبعد ذلك إذا اليهود والنصارى أخذوا صفة من صفاتنا فلا ينبغي أن نتركها من أجل أن نخالفهم.
نحن نعمل بديننا كأمر تلقيناه من الله، ونصدق في المعاملات، فإذا اليهود والنصارى صدقوا في المعاملات فهي صفة كمال نفخر بها أن اقتبسها اليهود والنصارى منا، نحن لا نخلف المواعيد، فإذا اليهود والنصارى لا يخلفون المواعيد، نحن نقول: صفة كمال في اليهود، أخذوها منا، لا نغش في البيع والشراء، وإذا هم لا يغشون لا نغش نحن حتى نخالفهم، ولكن نتمسك نحن بعدم الغش ونقول صفة كمال كانت فينا واقتبسها اليهود منا، كذلك إذا اليهود والنصارى أطلقوا لحاهم وأصبحوا باللحى، لا نحلق لحانا ونقول: صفة كمال فينا، وشيء من ديننا، وهو إطلاق اللحى، وهم اقتبسوه منا؛ لأننا نحن أصل وهم فرع، نحن أصل وهم تبع لنا، أما أن نكون تبعاً، إذا حلقوا اللحى خليناها وإذا خلوها نحلقها، نصير نحن الذيل لهم، هذه القاعدة مفهومة -يا إخوان- بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.