وقد وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم صفة أو حالة نزوله فقال فيما يرويه أبو داود بسند صحيح:(ليس بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلٌ مربوع -مربوع القامة- إلى الحمرة والبياض؛ كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل) أي: من الادهان كأن رأسه يقطر ولو لم يصبه بلل، وأول عمل يقوم به عيسى بعد نزوله هو مواجهة الدجال، يبحث عنه حتى يأتيه، فبعد نزوله يتجه إلى بيت المقدس، حيث يكون الدجال محاصراً لعصابة من عباد الله المؤمنين وبينما هو كذلك إذ يأتي عيسى من شرقي دمشق فيأمرهم عيسى -وهم بالداخل- بفتح الباب، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب، فيفتحون ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي من أتباعه، كلهم ذو سيف محلل وسياج، كلهم مقاتلون، فإذا نظر الدجال إلى عيسى عليه السلام ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيهرب فيدركه عند باب لد، واللد مدينة من مدن فلسطين وهي موجودة الآن مع اليهود في فلسطين، يدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، يقضي عليه عند باب اللد، ويهزم الله عز وجل اليهود.
هذا الحديث ذكره الإمام السيوطي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وفي صحيح مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رآه عدو الله -يعني الدجال- ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته) هو يذوب وعندما يراه يذوب لكنه لا يذوب حتى ينتهي إنما يتضاءل ويدركه ويقتله، والسر في قتله ولم يتركه حتى ينتهي ليزيل شبهة تبقى في قلوب الناس أنه ربما يرجع.
وإن الله عز وجل أعطى لعيسى عليه السلام رائحة خاصة لنفسه إذا وجدها الكافر مات منها على بعد، والحديث في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال:(فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمام كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريحه أو ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه) أينما يبلغ مدى عينه، نفسه يذهب على مدى عينه، فيطلبه -يعني يطلب الدجال- فيدركه في باب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى بن مريم قوماً قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم من الجنة.