قد يقول قائل: ما قيمة البحث في علامات الساعة؟ ونحن نقول له: إن القيمة عظيمة جداً، والغاية التي من أجلها ذكر الله عز وجل هذه العلامات في القرآن والسنة غاية عظيمة، وليس لنا خيار في دراسة الغيبيات التي سوف نستقبلها، والاطلاع بهذا والتصديق به من صميم ديننا الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعضها أخبر بها القرآن، وبعضها صحت بها الأحاديث الصحيحة في السنة، وبعضها جاءت عن الصحابة نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتغل الصحابة بها واهتموا بها اهتماماً كبيراً، وكان الإيمان بالغيب ومن مقدمته الإيمان بعلامات الساعة صفة مدح الله بها أهل الإيمان في أول سورة البقرة فقال:{الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة:٢ - ٣] فأول شيء هو الإيمان بالغيب.