كلما تكثر علي هموم الدنيا أذهب إلى فراشي في الليل وأستمع إلى القرآن وأبكي بكاءً شديداً، وفي الصباح أقول لنفسي: كيف أبكي من هموم الدنيا ولا أبكي من خشية الله، والسؤال: هل يجوز لنا أن نحزن من أجل الدنيا خصوصاً والأيام صعبة؟
الجواب
أولاً: كونك تحزن من هموم الدنيا فهذا شيء طبيعي في البشر، هكذا ركب الله الفرح في البشر من أجل الدنيا، والحزن من أجل الدنيا، ولكن ينبغي أن توطن نفسك بأن يكون الحزن والهم كله للآخرة؛ لأن من جعل الهم هماً واحداً وقاه الله شر كل هم، ومن تشعبت به الهموم لم يبالِ الله فيه بأي وادٍ هلك، فلا تجعل همك الوظيفة، ولا تجعل همك الزوجة، اجعل همك الأول والأخير كيف يكون الله راضٍ عنك؟ كيف تنجو من عذاب الله؟ كيف تدخل الجنة؟ كيف تكون على أحسن وضع يرضاه الله عَزَّ وَجَلّ لك؟ فإذا جعلت هذا همك، يسر الله لك كل شيء؛ لأنه من يتق الله يجعل له مخرجاً، وإذا جاءك بكاء في ليلة من الليالي وأنت تسمع القرآن وكان هذا من أجل خشية الله، كان ذلك من أعظم المنازل، أما إذا كان البكاء من أجل الدنيا والحزن عليها، فعليك أن تعوَّد نفسك على أَلاَّ تحزن إلا من أجل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.