[هدف الأعداء من الدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة]
ولكن أيها الإخوة! -وما أصعب (لكن) - صعُب على أعداء الإسلام أن تبقى المرأة المسلمة في عرشها وعزتها وعليائها، صعُب عليهم هذا التكريم فعملوا في سبيل إنزالها لتكون منشفةً يتمسحون بها، ولعبة يتلهون بها ويحققون عن طريقها الاستمتاع بمآربهم متسترين بالشعارات الخادعة والهتافات الكاذبة حين نادوا إلى تحريرها، ولكن مم يحررونها؟ من الشرف، والفضيلة، والحياء! وهتفوا بالعطف عليها، ولكنهم قسوا عليها أشد من قسوة الجاهلية الأولى، كلفوها ما لا تطيق، ادَّعوا إكرامها فأوردوها موارد الذل والحقارة، أرادوا تحريرها فاستعبدوها، عطفوا عليها فأهلكوها، وهم حولها وحوش مفترسة، وكلاب شرسة، ولصوص مختلسة، همهم في الحياة إشباع النزوات، وغايتهم إرواء الشهوات، ومقصودهم التمرد على الأخلاق والعادات، ووقعت المسكينة في حبالهم في معظم بلاد المسلمين، وساقوها إلى أسواق الرقيق الأبيض، أسواق التبرج والاختلاط، وما أدراك ما التبرج والاختلاط؟!