للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخدم والغلمان في الجنة]

ومن تمام سعادة الإنسان في الجنة أن يكون له خدم يخدمونه؛ لأنه إذا خدم نفسه تنغصت معيشته، لكن عندما يكون لديه خدم يقومون على خدمته، ويشرفون على أموره فإنه يزداد سعادة، بحيث لا تبذل أي جهد وإنما يوزع الأعمال على خدمه وغلمانه من حوله، فهذا يقدم له الماء، وهذا يقدم له الطعام، وهذا يقدم له الملابس، وهذا يقدم له الحذاء، وهذا يفتح له باب السيارة، وهذا يعمل في المزرعة، وهذا يرتب المكان، خدمة عظيمة! من الذي يخدمك في الجنة؟ وصف الله عز وجل خدم الجنة وغلمانها بأنهم لؤلؤ مكنون، فقال عز وجل: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً} [الإنسان:١٩] وإذا كان الخدم مثل اللؤلؤ المنثور فكيف بالمخدومين، لا إله إلا الله! واعلم يا أخي! أن أولئك الغلمان هم ملك لأهل الجنة، وليسوا أجراء، وإن أدنى أهل الجنة منزلة من يقف ويكون على خدمته ثمانون ألف غلام، يقول الله: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [الطور:٢٤] ويقول: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:٧١] ويقول عز وجل: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:١٧ - ٢١].