للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لمن استبدلوا طلب العلم بتجريح العلماء]

السؤال

ما نصيحتك للشباب الذين استبدلوا طلب العلم بتجريح العلماء، وتنصيب أنفسهم قضاة يعدلون هذا ويجرحون هذا، ويجرحون ذاك؟

الجواب

هؤلاء مفتونون، وقعوا في الفتنة، وسوف يبتليهم الله سبحانه وتعالى، يقول ابن عساكر في تاريخ بغداد: إياكم ولحوم العلماء فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في الذين ينالون منهم معلومة، ومن ابتدرهم بالثلب، ابتلاه الله قبل الموت بموت القلب.

العلماء واجهة الدين، وهم الممثلون لهذه الشريعة، وليسوا ملائكة معصومين، وليسوا أنبياء، وإنما هم بشر يخطئون ويصيبون، لكن خطأهم مغفور، إذا اجتهدوا وأخطأوا فلهم أجر الاجتهاد، والخطأ مغفور، وإذا اجتهدوا وأصابوا فلهم أجر الاجتهاد وأجر الإصابة؛ لكن من ينتقدهم، أو يأكل لحومهم، أو يشوه سمعتهم، أو يجرحهم؛ هذا ليس له أجر بل هو على خطر، وسوف تقع به فتنة إن لم يتب إلى الله سبحانه وتعالى.

وعلى طالب العلم أن ينصرف إلى العلم الشرعي، وحفظ كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا لاحظ خطأً من عالم من العلماء فيسلك في تصحيحه مسلك أهل السنة والجماعة، المعروف بأدب الخلاف، يتصل بالعالم، أو يذهب إليه، أو يرسل له رسالة، أو يثني عليه بما هو أهله، ويعترف له بالفضل، ثم يقول له: ولكن يا شيخ! لي ملاحظة لا أدري أنا على حق فيها أو أنت على الحق، لا تظن أن ملاحظاتك صحيحة، يمكن أنك تلاحظ ملاحظة وأنت مخطئ، والشيخ عنده عليها دليل، فتقول له: عندي ملاحظة ولا أدري هل أنا على صواب أو على خطأ أريد أن أسمع رأيكم في الموضوع، قلتم كذا، أو سمعت منكم كذا، أو ذكر عنكم كذا، فإذا سمعت كلامه، إما أن يقول: نعم.

أخطأت أنا وأستغفر الله، أو يقول لك: لا يا أخي! ما هو بخطأ، والصواب كذا وكذا، ويبرر لك ويقنعك.

أما أن تأكل لحمه في المجالس وتشوه صورته وتغتابه، فأنت في هذا تضر نفسك؛ لأنك تعطي حسناتك لغيرك، وفي نفس الوقت إن لم يكن عندك حسنات؛ تأخذ ذنوبه على ظهرك، ثم بعد ذلك تخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله.