للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد البحث الشديد والتتبع الطويل في مكتبات المخطوطات وفهارسها وقفتُ على أربعة مجلدات منها، وبقي مجلدان أو ثلاثة لازلتُ في البحث عنها، ولعل الله يُيسِّر الحصولَ عليها في المستقبل.

وقد تَمَّ نَشْرُ كثيرٍ من الفتاوى المصرية المتفرقة ضمن بعض المجلدات من "مجموعة الفتاوى الكبرى" (طبعة مصر) و"مجموع الفتاوى" (طبعة الرياض)، ولكن دون تمييز بين الفتاوى المصرية وغير المصرية، ولا يمكن معرفتها إلا بالرجوع إلى الأصول أو مقابلتها مع "مختصر الفتاوى المصرية" للبعلي (ت ٧٧٧)، وهو مطبوع، مرتَب على الأبواب كالأصل (١)، وفيه اختصار شديد للفتاوى، اقتصَر فيه المختصِر على النكت والفوائد والمسائل المستغربة من كلام الشيخ، واقتبسَ أحيانًا سطرًا أو سطرين أو أسطرًا قليلة من الفتاوى الطويلة. ومن أمثلة ذلك: الفتوى رقم (٩) ضمن "مجموعة الفتاوى الكبرى" (١/ ٨ - ٢٣)، نجد منها في "المختصر" (ص ١٤ - ١٥) ستة أسطر فقط، والفتوى رقم (١٧) من "مجموعة الفتاوى الكبرى" (١/ ٣٩ - ٤٢)، اقتُبس منها في "المختصِر" (ص ٢٧) نصفُ سطرٍ. وهكذا في كثير مَن الفتاوى والمسائل. ولذا أرى أن هذا المختصر وإن كان "فيه من الفوائد ما لم يوجد في غيره من المطولات" - كما قال الحافظ ابن حجر (٢) - ونافعًا لمعرفة آراء


(١) أخطأ ناشر "المختصر" فظن أن التبويب من البعلي!! والصواب أنه تابع الأصل في الاختصار والتهذيب.
(٢) "الدرر الكامنة" (٤/ ٨٤)، وذكر أن البعلي سمَى هذا المختصر "السهيل".