للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢١]، فأمر بعبادة الله تعالى، ثم قال: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [البقرة: ٢٣]، فأمر بالإيمان بالرسول، وقال تعالى: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [هود: ١٤]، فبيَّن أن عجزهم عن معارضة القرآن يُقرِّر العلم بالرسالة وبالوحدانية.

وهذان العلمان هما أصل الدين: العلمُ بأن ما أنزل بعلم الله، والعلم بأن لا إله إلّا هو. ثم قال: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} إذ الإسلام نتيجة ذلك، وهو الشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن الذي جاء به محمدٌ هو منزلٌ بعلم الله، وهذا استفهام إنكار يقال لما ...... (١) حجته من طلب وخبر.

وهذا مما تواترت به السنةُ تواترًا أبلغ من جميع التواترات، وانعقد عليه إجماع الأمة المعلومُ بالاضطرار بين عامِّها وخاصِّها، ففي الصحيحين (٢) عن معاذ بن [جبل أن] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعثَه إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قومًا أهلَ كتابٍ [فليكنْ أوّ] لَ ما تدعوهم إليه شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأَعْلِمْهم أن الله افترضَ عليهم خمس صلوات" الحديثَ.

وفيهما (٣) عن أبي هريرة وابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمِرتُ أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"،


(١) هنا كلمة مبتورة.
(٢) البخاري (١٤٩٦) ومسلم (١٩).
(٣) البخاري (٢٥، ٧٢٨٤) ومسلم (٢١، ٢٢).