للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكلُّ من أخذ دينه عن المجهولات صار في جاهليةٍ وبدعةٍ وضلالة.

قال عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: "من عبد الله بغير علمٍ كان ما يُفْسِدُ أكثر مما يُصْلِح" (١).

وقد قال الله في كتابه تعليمًا لنا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٦ - ٧].

وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "اليهود مغضوبٌ عليهم، والنصارى ضالُّون" (٢).

قال سفيان بن عيينة: "كانوا يقولون: من فسَد من العلماء ففيه شَبَهٌ من اليهود، ومن فسَد من العبَّاد ففيه شَبَهٌ من النصارى" (٣).


(١) أخرجه أحمد في "الزهد" (١٧٦٠)، وابن سعد في "الطبقات" (٧/ ٣٦٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٦٢٤٦)، والدارمي (٣١٣)، وغيرهم.
(٢) أخرجه أحمد (١٩٣٨١)، والترمذي (٢٩٥٤) من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه -، وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ غريب". وصححه ابن حبان (٦٢٤٦، ٧٢٠٦).
وفي إسناده مقال. وله شواهد يتقوى بها. انظر: "فتح الباري" (٨/ ١٥٩)، و"الروض البسام" (٤/ ١٢٦).
(٣) لم أقف عليه مسندًا، ولا رأيته عند أحدٍ قبل شيخ الإسلام، وعنه انتشر في التصانيف، فذكره بعده ابن القيم وابن كثير وابن رجب وغيرهم، ولعله في بعض ما لم يصلنا من كتب "السنة" المتقدمة، وهو من دلائل سعة اطلاعه وغزارة حفظه - رحمه الله -.