للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الميزان: العدل (١)، وقال بعضهم: الميزان اسم لما يُوزَن به، والمقصود به العدل، كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (٢). فأخبر أن المقصود بإنزال ذلك أن يقوم الناس بالقسط. فدلّ ذلك على أنه أنزل في القلوب من الميزان ما يعلم [به] (٣) القسط. ومن ذلك: الاعتبار، وهو اعتبار الشيء بنظيره، كما قال ابن عباس رضي الله عنه في دية الأصابع: هلاّ اعتبرتموها بدية الأسنان؟ (٤) يعني إذا كانت ديتها واحدةً مع اختلافِ منافعها، فكذلك الأصابع ديتها واحدة مع اختلاف منافعها، كما أن النفوس مختلفة الفضائل مع (٥) أن ديتَها واحدة، إذْ (٦) كان جَعْل (٧) الديات المقررة بالشرع مختلفةً باختلاف التلف أمرًا (٨) لا يقدر البشر على معرفته وضبطه، وما عجزوا عن العلم به سقطَ عنهم الأمر به، كما يسقط فيما يعجزون عن العمل به.


(١) انظر "تفسير القرطبي" (١٧/ ٢٦٠) و"تفسير ابن كثير" (٤/ ٣٣٧) وغيرهما. وتكلم عليه المؤلف في "مجموع الفتاوى" (١٢/ ٢٤٩، ٣٥/ ٣٦٦).
(٢) سورة الحديد: ٢٥.
(٣) ساقطة من النسختين.
(٤) أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٨٦٢) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٩٠). وانظر "فتح الباري" (١٢/ ٢٢٦).
(٥) س: "من "تحريف.
(٦) س: "إذا".
(٧) س: "عقل".
(٨) ع: "أمر".