للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ق ٣٦] وقال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ١]. وقال تعالى: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} (١) [النحل: ٨٨]، وقال: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: ٣٧]. والنار دركات، فإذا كان بعضُ الكفار عذابه أشدّ من بعض ــ لكثرة سيئاته وقلّة حسناته ــ كان الحساب لبيان مراتب العذاب، لا لأجل دخول (٢) الجنة.

فصل (٣)

* وأما ما شَجَر بين الصحابة، فقد ثبت بالنصوص الصحيحة أن عثمان وعليًّا (٤) وطلحة والزبير وعائشة من أهل الجنة، بل ثبت في «الصحيح» (٥) أنه «لا يدخل النارَ أحدٌ بايعَ تحت الشجرة».

وأبو موسى الأشعري، وعَمْرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، هم من الصحابة ولهم فضائل ومحاسن.

وما يُحكَى عنهم فكثير منه كذبٌ، والصدق منه إن كانوا فيه مجتهدين، فالمجتهد إذا أصابَ فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ، وخطؤه مغفورٌ له.


(١) النص في (ف): «الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابًا فوق العذاب».
(٢) (ف): «دخولهم».
(٣) هذا السؤال في «مجموع الفتاوى»: (٤/ ٤٣١ - ٤٣٣).
(٤) ضبطت في الأصل «عليٌّ» بالرفع. خطأ.
(٥) أخرجه مسلم (٢٤٩٦) من حديث أم مبشر رضي الله عنها.