وإلا لم تكونوا من أعداء الإسلام"، أو نحو هذا الكلام (١).
وبهذا ظهر لك بعض ما وصف الله به نوحًا وإبراهيم من الشكر.
قال تعالى:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء: ٣]، مع أنه مكث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى التوحيد، ويصبر منهم على الأذى، فكان من أعظم الناس شكرًا على نعمة الله، لا سيما نعمة الإيمان.
وكذلك الخليل قال تعالى فيه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} الآية [١٢٠ - ١٢١].
* الأصل الرابع: أن تعلم أن المصائب نعمة، وذلك لأنها مكفِّراتٌ للذنوب، ولأنها تدعوه إلى الصبر، فيثابُ عليها، ولأنها تقتضي الإنابة إلى الله، والذُّلَّ له، والإعراض عن الخلق، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.
ولكنَّ الخير بها نوعان:
أحدهما: يحصل بها نفسها.
والثاني: يحصل بما يفعله المؤمنُ معها من العمل الصالح.
* أما الأول، ففي الصَّحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما يصيبُ المؤمن