للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو لم يعلموا [أنها] إنما حَسُنَت منهم لإفضائها إلى ما فيه صلاحُهم (١)، وقَبُحَت لإفضائها إلى ما فيه فسادهم؟! والله سبحانه متعالٍ عن أن يلحقه ما لا يليق بسُبُحَاته (٢).

وأما قوله: "هل هو مؤثرٌ في وجود الفعل أم غير مؤثر؟ "، فالكلام في مقامين:

* أحدهما: أن هذا سؤالٌ فاسدٌ إن أُخِذ على ظاهره؛ لأن كسبَ العبد هو مِن فِعله (٣) وصُنعه، فكيف يقال: هل يؤثِّر كسبُه في فعله؟ وهل (٤) يكون الشيء مؤثرًا في نفسه؟!

وإن حَسِبَ حاسبٌ أن الكسبَ هو التعاطي والمباشرةُ وقصدُ الشيء ومحاولتُه، فهذه كلُّها أفعالٌ يقال فيها ما يقال في أفعال البدن من قيامٍ وقعود. وأظنُّ السائل فَهِم هذا، وتشبَّث بقول من يقول: إن فعل العبد يحصلُ بخلق الله وكسب العبد.

وتحقيقُ الكلام أن يقال: فعلُ العبد خلقٌ لله وكسبٌ للعبد، إلا أن يراد أن أفعال بدنه تحصلُ بكسبه، أي بقصده وتأخِّيه (٥)، وكأنه قال: أفعاله الظاهرة تحصلُ بأفعاله الباطنة.


(١) (ف): "صلاحهم وفلاحهم".
(٢) كذا في الأصل دون ضبط، ولم أره في موضع آخر من كلام الشيخ. وفي (ف): "يليق به سبحانه". وسُبُحات الله: جلاله ونوره وعظمته.
(٣) (ف): "هو نفس فعله".
(٤) (ف): "أو هل". وهو خطأ.
(٥) التأخِّي هو التحرِّي والقصد.