للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قال الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحرَّاني ــ أمتع الله المسلمين بطول بقائه ــ:

الحمد لله الذي علَّم القرآن، خلق الإنسان، علَّمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له باهر البرهان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجانّ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا يرضى به الرحمن.

سألتَ ــ وفقنا الله وإياك ــ عن معنى حرف "لو"، وكيف يتخرَّجُ قولُ عمر - رضي الله عنه -: "نِعْمَ العبد صهيب، لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِه" (١)

على


(١) أثر مشهور عند النحاة والأصوليين وأصحاب المعاني موقوفًا ومرفوعًا, ولم يُعْثَر له على إسناد. انظر: "عروس الأفراح" للبهاء السبكي (٢/ ٧٩)، و"اللآلئ المنثورة" للزركشي (١٦٩)، و"المقاصد الحسنة" (٥٢٦)، و"تدريب الراوي" (٢/ ١٦٢).
ولعل الإمام أبا عبيد أول من أورده دون إسنادٍ في "غريب الحديث" (٤/ ٢٨٤).
قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/ ٦٨١): "لم أره إلى الآن بإسنادٍ عنه، ... وقد ذكره أبو عبيد في كتاب الغريب، ولم أره أسنده".
وقال السيوطي في "جمع الجوامع" (١٦/ ١٦٣): "أورده أبو عبيد في الغريب ولم يسق إسناده، وقد ذكر المتأخرون من الحفاظ أنهم لم يقفوا له على إسناد، وإنما ذكرته هنا وإن كان ليس من شرط الكتاب لشهرته، ولأنبه على أن أبا عبيد أورده، وأبو عبيد من الصَّدر الأول، قريب العهد، أدرك أتباع التابعين، فالظاهر أنه وصل إليه بإسناد".
قلت: لا ريب في أن الظاهر وصوله إليه مسندًا، لكن الشأن في صحة الإسناد.
وورد مرفوعًا بمعناه في سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنهما -. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٧٧) من حديث عمر - رضي الله عنه - بإسنادٍ مسلسل بالعلل. انظر: "السلسلة الضعيفة" (٣١٧٩).

وانظر لمعنى الأثر والكلام عليه: "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٦٤) , و"جامع المسائل" (٣/ ٣١٥) , و"طريق الهجرتين" (٤٠٩) , و"بدائع الفوائد" (٩٢)، و"أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن" لابن هشام (٤٢ - ٤٤)، و"الوافي بالوفيات" (١٦/ ٣٣٧)، و"بصائر ذوي التمييز" (٤/ ٤٤٩)، و"عقود الزبرجد" (٣/ ٢٨١).