للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة فإن صلاتكم معروضةٌ عليّ". قالوا: يا رسول الله كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ أي: بَليتَ، قال: "إنّ الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

وأما الأحاديث التي يرويها بعضُ الناس، مثل ما يروون (١) أنه قال: "من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنتُ له على الله الجنة" (٢). و"من زارني وزار اليسع ... " (٣) ونحو ذلك= فهي أحاديث مكذوبة موضوعة، وكذلك اللفظ فيه: "من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زارني بعد مماتي ضمنتُ له على الله الجنة، ومن حجَّ ولم يزرني فقد جفاني" (٤). وكلُّ هذه الأحاديث ضعيفة بل موضوعة.

وقد كره مالك وغيره من أهل العلم أن يقول القائل: زرتُ قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وذلك يبين (٥) أنّ هذا اللفظ كان بدعة عند أهل المدينة، الذين هم أعلم الناس بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشدّهم تعظيمًا لقدره. ولهذا لم يكن


(١) الأصل: "يرون".
(٢) لم أجده مسندًا، وقد سئل عنه النووي فقال: باطل موضوع. "الفتاوى" (ص ٢٩١). وانظر "تذكرة الموضوعات" (ص ٧٦)، و"تنزيه الشريعة": (٢/ ٢١٣).
(٣) لم أجده.
(٤) أخرجه ابن حبان في "المجروحين": (٣/ ٧٣)، وابن عدي في "الكامل": (٧/ ١٤) وغيرهما. في ترجمة النعمان بن شبل، قال ابن حبان: "يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات".
(٥) الأصل: "تبيين"!.