للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا (٣٠)) (١). والغُلاةُ فيه كذَّبوه وعَصَوه، فقالوا: ما هو عبدَ الله بل هو الله، وأشركوا به الشركَ الذي نهاهم عنه.

وكذلك الغاليةُ في عليّ وفي غيرهم (٢) من أهل العلم والإيمان، وعليٌّ عليه السلام يقول: "لا أوْتَى بأحدٍ يُفَضلُني على أبي بكرِ وعُمَرَ إلا جَلَدتُه حد المفتري" (٣). وحرَّقَ الغاليةَ فيه بالنار، ويقول ما نُقِلَ عنه من نحو ثمانين وجهًا: "خيرُ هذه الأمةِ بعدَ نبيها أبو بكر ثم عمر" (٤)، ويَذكُر ذلك لابنِه محمد بن الحنفية كما رواه البخاري في الصحيح (٥) عنه، والشيعةُ تكذبُه وتُخالِفُه.

فهم معه كالنصارى مع المسيح واليهودِ مع موسى. وكذلك (٦) أَتباعُ الشيوخِ الصالحين المهتدين يَضِلُّون فيهم، ويتركون اتّباعَهم على الطريقة التي يُحِبها اللهُ ورسوله.

وهذا بابٌ دخلَ فيه الشيطانُ على خلق كثير فأضلَّهم، حتى يجعل أحدُهم قولَ الحق تنَقُّصًا له، فإذا قيل للنصارى في المسيح:


(١) سورة مريم:٣٠.
(٢) كذا في الأصل، والأولى "غيره".
(٣) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (١/ ٨٣). وانظر "منهاج السنة" (١/ ٣٠٨،٦/ ١٣٨).
(٤) انظر: "منهاج السنة" (١/ ٣٠٨) وذكر بعضها في هامشه (١/ ١٢).
(٥) برقم (٣٦٧١).
(٦) في الأصل: "وأولئك"، والتصويب من "مختصر الفتاوى المصرية" (ص ١٠٦).