للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق في "السيرة" (١) لما ذكر مُهَاجَر من هاجر من الصَّحابة إلى الحبشة، قال: "فلما رأت قريشٌ أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نزلوا بلدًا أصابوا فيه أمنًا وقرارًا، وأن النجاشيَّ قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، وكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وجعل الإسلامُ يَفْشُو في القبائل = اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابًا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب، على أن لا يُنْكِحوا إليهم، ولا يُنْكِحوهم، ولا يبيعوهم شيئًا، ولا يبتاعوا منهم.

فلما اجتمعوا لذلك كتبوا في صحيفة، ثم تعاهدوا واتفقوا على ذلك، ثم علَّقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا على أنفسهم.

فلما فعلت ذلك قريشٌ انحازت بنو هاشمٍ وبنو المطلب إلى أبي طالب بن عبد المطلب، فدخلوا معه في شِعْبه، واجتمعوا إليه، وخرج من بني هاشمٍ أبو لهبٍ عبد العزى بن عبد المطلب إلى قريش، فظاهَرَهُم (٢) ".

قال: "وحدثني حسين بن عبد الله (٣) أن أبا لهب لقي هندَ بنت عُتْبة بن ربيعة حين فارق قومَه وظاهَرَ عليهم قريشًا، فقال: يا ابنة عُتْبة، هل نَصَرْتُ


(١) انظر: "دلائل النبوة" لأبي نعيم الأصبهاني (٦٣١) , و"السيرة" لابن هشام (١/ ٣٧٥) , و"الروض الأنف" (٣/ ٢٨٢). وليس في القطعة المطبوعة من سيرة ابن إسحاق.
(٢) في طرة الأصل إشارة إلى أن في نسخة: "وظاهرهم عليه", وهي كذلك في رواية أبي نعيم الأصبهاني لسيرة ابن إسحاق في "دلائل النبوة" (٦٣٢).
ثم كتب: "من مغازي الأموي: قال ابن إسحاق: فحدثني حسين بن عبد الله, عن عكرمة, عن ابن عباس: أنه ما كان أبو لهب إلا من كفار قومه, ما هو إلا ... حتى خرج منا حين تحالفت قريشٌ عليه, وظاهرهم".
(٣) الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب.